Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 37-43)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ واصنع الفلك بأعيننا } أي بعلمنا ، وقيل : بحفظنا ، وروي أن نوحاً ( عليه السلام ) اتخذ السفينة في سنتين وكان طولها ثلاثمائة ذراع وعرضها خمسين ذراعاً ، وطولها في السماء ثلاثون ذراعاً ، وكانت من خشب الساج ، وجعل لها ثلاثة بطون فحمل في الأسفل الوحوش والسباع والهوام ، وفي البطن الأوسط الدواب والأنعام ، وركب هو ومن معه في البطن الأعلى مع ما يحتاج إليه من الزاد ، وحمل معه جسد آدم وجعله مفترضاً بين الرجال والنساء ، وعن الحسن : كان طولها ألفا ومئتي ذراع وعرضها ستمئة ذراع ، وروي أن الحواريين قالوا لعيسى ( عليه السلام ) : لو بعثت لنا رجلاً شهد السفينة يحدثنا عنها ، فانطلق بهم حتى انتهى إلى كثيب من تراب فأخذ كفاً من ذلك التراب فقال : أتدرون من هذا ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : هذا كعب بن حام ، فضرب الكثيب بعصاه وقال : قم بإذن الله ، فإذا هو قائم ينفض التراب عن رأسه وقد شاب فقال له عيسى : أهكذا هلكت ؟ قال : لا متُّ وأنا شاب ولكني ظننت أنها الساعة فمن ثم شبت ، قال : حدثنا عن سفينة نوح ، قال : كان طولها ألف وعرضها ستمئة ذراع وكانت ثلاث طبقات فقال له : عد بإذن الله كما كنت ، فعاد تراباً روى ذلك جار الله ( رضي الله عنه ) { حتى إذا جاء أمرنا } ، قيل : عذابنا ، وقيل : أمرنا بإهلاك قومه { وفار التنور } نبع الماء منه ، قيل : نبع الماء من موضع لا يعهد خروجه منه علامة لنوح وهو تنور الخبز عن ابن عباس ، وقيل : انفجر الماء من وجه الأرض ، وقيل : فار التنور طلع الفجر ونور الصبح عن علي ( عليه السلام ) ، وروي أن التنور كان لآدم ( عليه السلام ) ، وقيل : تنور لنوح ( عليه السلام ) وهو تنور الخبز ، لأن عليه أكثر أهل التفسير فاسلك فيها { من كل زوجين اثنين } يعني ذكراً وأنثى من كل صنف من الحيوان { وأهلك } أي واحمل أهلك والمؤمنين من غيرهم واستثنى من أهله { من سبق عليه القول } إنه من أهل النار قال الضحاك : أراد ابنه وإمرأته { وما آمن معه إلاَّ قليل } روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال " كانوا ثمانية نوح وأهله امرأته المسلمة وبنوه الثلاثة ونساؤهم " ، وقيل : كانوا عشرة خمسة رجال وخمس نساء ، وقيل : كانوا اثنين وسبعين رجلاً وامرأة وأولاد نوح سام وحام ويافث ونساؤهم { وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها } والباء في بسم الله باء الحال كما تقول خرج بسلاحه أي متسلحاً ومثله دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به فيصير تقديره اركبوا متبركين باسم الله ، وقيل : إنه كان اذا أراد أن تجري قال : بسم الله فجرت ، وإذا أراد أن يرسي قال : بسم الله فرست ، وإن نوحاً أمرهم بالركوب ثم أخبرهم بأن مجراها ومرساها باسم الله وبأمره وقدرته { وهي تجري بهم } أي تجري وهم فيها { في موج كالجبال } يريد موج الطوفان فإن شبه كل موجة منه كالجبل في تراكمها وارتفاعها { ونادى نوح ابنه } ، قيل : كان اسمه كنعان بن نوح ، وقيل : يام { وكان في معزل } ، والمعزل : مفعول من عزله عنه إذا نحّاه وأبعده يعني وكان في مكان عزل فيه نفسه عن أبيه ، وقيل : كان في معزل عن دين أبيه { يا بني اركب معنا } ومتى قيل : كيف دعاه وهو كافر وقد نهى عن ركوب الكفار ، قيل : كان ينافق أباه ، وقيل : دعاه بشرط الايمان { قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء } أي يمنعني { قال لا عاصم اليوم من أمر الله } أي لا مانع من أمر الله وهو الغرق { إلاَّ من رحم } ورحمة الله تعالى يوجبها للمؤمنين .