Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 27-36)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فقال الملأ الذين كفروا من قومه } ، قيل : هم الأشراف والرؤساء { ما نراك إلاَّ بشراً مثلنا } يعني قالوا لنوح أنه بشر مثلهم ظنَّاً منهم أن الرسول يكون من جنس آخر ، ولم يعلموا أن البعثة من الجنس أصلح { وما نراك اتبعك إلاَّ الذين هم أراذلنا } أهل الخرق الخسيسة الذي لا مال لهم ولا جاه ، وإنما استرذلوا المؤمنين لفقرهم { بادي الرأي } أي أول الرأي أو ظاهره بمعنى اتبعك أول الرأي أو ظاهره { قال } نوح { يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها } فعيمت أي خفيت ، وقيل : المراد عموا عنها ، أنلزمكموها يعني الرحمة فيدخل فيه الإِسلام والدين وسائر النعم ، وقيل : لا ألزمكم ، وقيل : كيف ألزمكم { وأنتم لها كارهون } ، وقيل : معناه على الدعاء واثبات الدلالة وليس عليَّ أن اضطركم والجئكم { ويا قوم لا أسألكم عليه مالاً } أي على الرسالة والابلاغ مالاً { إن أجري إلاَّ على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا } أي لا أبعدهم وإن كانوا من الأرذال عندكم بل أكرمهم { إنهم ملاقو ربهم } أي ملاقو جزاء ربهم { ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك } إنما أنا عبد مؤمن من المؤمنين مأمور لا أدَّعي ما ليس لي { ولا أقول للذين تزدري أعينكم } فلا أحكم على من استرذلتم من المؤمنين لفقرهم { لن يؤتيهم الله خيراً } في الدنيا والآخرة { قالوا يا نوح قد جادلتنا } خاصمتنا { فأكثرت جدالنا } زدت على المقدار { فأتنا بما تعدنا } من العذاب { إن كنت من الصادقين } { قال إنما يأتيكم به الله إن شاء } انه يعذبكم إن شاء عجل وإن شاء أخَّر { وما أنتم بمعجزين } ممتنعين ولا ينفعكم نصحي ، قوله تعالى : { إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم } أي يعاقبكم ويعذبكم بسوء عملكم وكفركم ويحرمكم ثوابه فليس ينفعكم نصحي عند نزول العذاب بكم ما دمتم على ما أنتم عليه إلاَّ أن تتوبوا وهذا قول أبي علي وأبي مسلم ، وقيل : معناه إن كان الله يريد أن يهلككم فليس ينفعكم نصحي عند نزول العذاب بكم وإن قبلتموه وآمنتم لأن حكم الله تعالى لا يقبل الايمان عند نزول العذاب روى ذلك الحاكم ، وروي في الكشاف قال : إذا عرف الله من الكافر الاصرار خلاَّه وشأنه { أم يقولون } يعني الكفار { افتراه } يعني افتراء نوح الكذب فيما يقول عن ابن عباس ، وقيل : يعنون محمداً ( صلى الله عليه وآله وسلم ) افتراء فيما يقصُّه علينا من نبأ نوح وغيره يعني فعله من نفسه { قل } يا محمد { إن افتريته } من نفسي { فعلي إجرامي } أي عذاب جرمي ولا تؤاخذون { وأنا بريء مما تجرمون } أي لا أؤاخذ بجرمكم { وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلاَّ من قد آمن } الآية أي لا تغتم بأمرهم وبفعلهم فالفرج قريب ، وذلك لما أراد الله سبحانه هلاك قوم نوح ( عليه السلام ) أمره باتخاذ السفينة فكان يعملها في البرية فكانوا يتضاحكون ويقولون : يا نوح صرت نجاراً بعد أن كنت نبياً .