Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 19-22)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وجاءت سيارة } أي رفقة تسير من قبل مدين إلى مصر ، وذلك من بعد ثلاثة أيام من حين ألقي يوسف في الجب { فأرسلوا واردهم } رجل يقال له مالك بن ذعر { فأدلى دلوه } أي أرسله فتعلق يوسف ( عليه السلام ) في الحبل فلما خرج إذ هو بغلام أحسن ما يكون فقال المدني : يا بشراي { هذا غلام } ، وقيل : نظروا في البئر فرأوه ، فقالوا : هذا غلام { وأسروه بضاعة } ، قيل : أخفاه المدني ومن معه من التجار لئلا يسألون الشركة فيه لرخص ثمنه ، وقيل : أسرّوه يعني أخوته أخفوا أنهم أخوته وقالوا : هذا غلام لنا ، وقيل : أسرّ بعض التجار عن بعض ، وروي أن يهوذا أتى بالطعام فلم يجده في البئر فأخبر أخوته فطلبوه فوجدوه معهم فقالوا : هذا عبدنا أبق منا ، فقال مالك بن ذعر : أنا أشتريه { وشروه } أي باعوه ، قيل : أخوته ، وقيل : السيارة هم الذين باعوه { بثمن بخس دراهم معدودة } عشرين درهماً ، وقيل : اثني وعشرين درهماً { وكانوا } ، قيل : الذين باعوه { فيه من الزاهدين } ، قيل : في الثمن ، وقيل : في يوسف ( عليه السلام ) { وقال الذي اشتراه من مصر } ، قيل : قطفير ، وقيل : أطفير وهو العزيز الذي كان على خزائن مصر ، والملك يومئذ الريان بن الوليد رجل من العمالقة وأقام يوسف مع العزير ثلاث عشرة سنة { لامرأته } واسمها راعيل وهي التي تسمى زليخا { أكرمي مثواه } أعظمي منزلته { عسى أن ينفعنا } أي يكفينا أمورنا إذا بلغ وعلم الأمور ، وقيل : نبيعه بثمن صالح { أو نتخذه ولداً } وكان قطفير لا يأتي النساء وكانت امرأته حسينة ناعمة ، وقيل : إن مالك بن ذعر أنه لما ابتاعه قال له : من أنت ؟ قال : أنا يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم ، فقال : إنا لله وإنا اليه راجعون إنك إذا ابن ساداتنا ، وقال له : ادع الله ييسر لي ولداً ، فدعى الله يوسفُ ( عليه السلام ) فولدت له امرأته أربعة وعشرين رجلاً في اثني عشر بطناً { ولنعلمه من تأويل الأحاديث } ، قيل : علم الغيب معجزة له ، وقيل : عواقب الأمور ، وقيل : تأويل الرؤيا { والله غالب على أمره } أي قادر لا يعجزه شيء على أمره أي تدابيره ، وقيل : غالب على أمر يوسف ( عليه السلام ) يحفظه ويحوطه ويدبر أمره ولا يكله إلى أحد غيره { ولكن أكثر الناس لا يعلمون } ما الله صانع بيوسف وما يؤول اليه حاله { ولمَّا بلغ أشده } ، قيل : منتهى شبابه ، قيل : ثماني عشر إلى ثلاثين سنة إلى أربعين سنة .