Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 23-29)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وراودته التي هو في بيتها عن نفسه } وهي امرأة العزيز { وغلقت الأبواب } ، قيل : كانت سبعة أبواب ، { وقالت هيت لك } أي هلم لك ، وقيل : يعني تعال { قال معاذ الله } استجير به وأعتصم { إنه ربي } رفع محلي وأحسن إليَّ وجعلني نبيَّاً فلا أعصيه ، وقيل : أراد العزيز هو مالكي حين قال لامرأته أكرمي مثواه { ولقد همَّت به وهمّ بها } قال الحسن : همّها أخبث الهمّ وأما همّه فما قام عليه طبع الرجال من شهوة النساء ، ولم يكن منه عزم على المعصية ، وقيل : همّ بضربها وجعل يدفعها عن نفسه ، كما يقال : هممت بفلان أي بضربه وإيقاع مكروه منه ، ومعنى { لولا أن رأى برهان ربه } أي لولا أن رأى برهان ربه لضربها ولو ضربها لأهلكه أهلها ، وكانت تدعي عليه المراودة على القبيح وأنه ضربها لامتناعها ، فأراه الله البرهان ليمتنع من الضرب ، فأمَّا البرهان الذي رآه فقد اختلف فيه على أقوال : أولها حجة الله تعالى في تحريم الزنا والعلم بما في الزنا من العقاب ، وقيل : هو ما أتاه الله سبحانه من آداب أنبيائه في العفاف وصيانة النفس عن الأرجاس ، وقيل : هي النبوة المانعة من ارتكاب الفواحش ، وقيل : كان في البيت صنم فسترته بأن ألقت عليه ثوباً فقالت استحيي منه فقال يوسف : تستحي من الصنم وأنا أستحي من الواحد القهّار ، وقيل : رأى العزيز ، وقيل : رأى جبريل ( عليه السلام ) ، وقيل : رأى يعقوب ، روى ذلك جار الله في الحاكم والله أعلم { إنه من عبادنا المخلصين } قرئ بفتح اللام وكسرها { واستبقا الباب } أي وتسابقا إلى الباب فأسرع يريد الباب وأسرعت وراءه لتمنعه الخروج فنظر يوسف وإذا الأبواب قد انفتحت فأدركته { وقدّت قميصه من دبر } اجتذبته من خلفه فانقدّ أي انشق حين هرب منها { وألفيا سيدها لدا الباب } يعني وصادفها سيدها أي بعلها وهو قطفير تقول المرأة لبعلها سيدي { قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً إلاَّ أن يسجن أو عذاب أليم } بالسياط ولما أعزت عليه وعرضته للسجن والعذاب وجب عليه الدفع عن نفسه { قال هي راودتني عن نفسي } ولولا ذلك لكتم عليها { وشهد شاهد من أهلها } ، قيل : كان ابن عم لها وكان حكيماً يرجع اليه الملك ويستشيره ، وقيل : كان ابن خال لها تكلم في المهد ، فقال تعالى : { فلما رأى قميصه قُدَّ من دبر } يعني قطفير وعلم براءة يوسف ( عليه السلام ) وصدقه ، قوله تعالى : { قال إنه من كيدكنَّ إن كيدكن عظيم } الخطاب لها ولأمتها وإنما استعظم كيد النساء وإن كان في الرجال ، إلا أن النساء ألطف كيداً وأنفذ حيلة { يوسف أعرضْ عن هذا } الأمر واكتمه ولا تحدِّث به { واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين } من جملة القوم المعتدين وكانوا يعبدون الله تعالى مع الأصنام .