Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 50-55)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وقال الملك ائتوني به } ، قيل : معناه ولما رجع الساقي إلى الملك وأخبره بحديث يوسف ( عليه السلام ) وتعبيره الرؤيا { قال الملك ائتوني به } يعني بيوسف الذي عبر الرؤية { فلما جاءه الرسول } يعني رسول الملك جاء إلى يوسف ( عليه السلام ) فقال : أجب الملك فقال يوسف : { ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن } أي ما شأنهنَّ ؟ ، وقيل : ما ذنبي في النسوة ؟ قال ابن عباس : إن خرج يوسف ( عليه السلام ) من السجن يومئذ قبل أن يعلم الملك شأنه ما زالت نفس العزيز منه يقول هذا الذي راود امرأتي ، وقيل : ما أحب أن يخرج حتى يعلم طهارته وعصمته وبراءته مما قذف فيه وأنه حبس ظلماً { إن ربي بكيدهن عليم } { قال ما خطبكن إذ راودتن } وفي الكلام حذف تقديره لما سمع الملك ذلك دعاهن ودعا امرأة العزيز وقال : ما خطبكنَّ ؟ أي ما شأنكنَّ وما أمركنَّ ؟ وأمر { يوسف عن نفسه قلن حاشَ لله } أي عياذاً بالله وتنزيهاً من هذا الأمر وأن نقول عليه سوءاً { ما علمنا عليه من سوء } فاعترفوا ببراءته وإنهنَّ ظلمنه وحبس مظلوماً { الآن حصحص الحق } أي تبين وظهر عن ابن عباس { أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين } في كلامه { ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب } أي لم أخنه في حال غيبته ، أي ردّي الرسول وامتناعي من الخروج ليعلم العزيز أني لم أخنه بالغيب ، وقيل : ليعلم الملك أني لم أخن العزيز ، وقيل : ذلك الإقرار ليعلم يوسف اني لم أخنه بالغيب ، وروي أن الملك قطفير أسلم والله أعلم { وأن الله لا يهدي كيد الخائنين } . قوله تعالى : { وما أبرئ نفسي } ، قيل : هذا من كلام يوسف ، قال الحسن : لما زكى نبي الله نفسه استدرك فقال : { وما أبرئ نفسي } ، وقيل : هو من كلام امرأة العزيز ، ومعنى ذلك أي لا أمدح نفسي ولا أحكم لها بالبراءة ، وقيل : ما أبرئ نفسي عن ذنب هممت به { إن النفس لأمَّارة بالسوء } إذا غلبت الشهوة ، وقوله : النفس أراد الجنس ، لأمَّارة بالسوء : أي بحب الشهوات وتدعو اليها وإن كانت قبيحة { إلاَّ ما رحم ربي } أي رحمه فعصمه كالملائكة ، وقيل : عصمه بألطافه فاعتصم ، وقيل : هو من كلام يوسف ( عليه السلام ) بيَّن أن إمتناعه منها كان بحول الله تعالى وقوته ولطفه ، وقيل : من كلام امرأة العزيز ، ويدل على توبتها ، ولما تبيَّن الملك أمانة يوسف وبراءته وعلمه أمر بإحضاره ليجعله من خلصائه ، كما حكى الله تعالى بقوله : { وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي } أي أجعله خالصاً لي في تدبيري ومهمات أمري { فلما كلمه } فيه حذف يعني فلما جاءه الرسول وخرج من السجن ودخل على الملك وكلمه الملك : { قال إنك اليوم لدينا مكين أمين } ، قيل : كان ليوسف يومئذ ثلاثين سنة ، ثم قال : إني أحب أن أسمع رؤياي ، فأعادها عليه فقال الملك : ومن يكفيني هذا الأمر ؟ فقال يوسف : { اجعلني على خزائن الأرض } يعني أرض مصر { إني حفيظ عليم } بوجوه التدابير فيها وذلك أنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) علم أنه إذا تولى الخزائن وتمكن منها آل الأمر إليه ، فلهذا طلب ذلك ، ففوض الملك أمر مصر اليه وعزل قطفير نفسه ، وسلم سلطانه وخزائن أرضه إلى يوسف ، ودخل بيته ، وهلك العزيز في تلك الأيام ، وتزوج يوسف امرأته ، واستوى له ملك مصر فعدل فيما بينهم ، وأحبه الرجال والنساء .