Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 87-93)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يا بنيَّ اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه } أي استخبروا من شأنهما واطلبوا خبرهما ، وقيل : توهم أن الذي احتال بهذه الحيلة يوسف وقال : انظروا من حبس ابني ؟ وعلى أي ذنب ؟ وكيف وقع بمصر ؟ وتعرفوا خبر بنيامين { ولا تيأسوا من روح الله } أي لا تقنطوا من رحمة الله تعالى ، وقيل : من فرج الله تعالى { إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون } يعني أنه من أيس من رحمة الله فقد أساء ظنه بربه فيكفر { فلما دخلوا عليه } وفيه حذف أي فخرجوا إلى مصر فلما ادخلوا عليه { قالوا يا أيها العزيز } أي الملك { مسّنا وأهلنا الضر } أي أصابنا وقومنا الضر قيل : هو الشدة والقحط والجوع ، وقيل : شكوا ما نالهم من هلاك مواشيهم والبلاء الذي أصابهم { وجئنا ببضاعة مزجاة } ، قيل : رديَّة لا تؤخذ إلاَّ بوكس ، وقيل : قليلة ، وقيل : كانت دراهم رديَّة لا تنفق في ثمن الطعام ، وقيل : الاقط ، وقيل : الصوف والسمن ، وقيل : النعال والأدم { فأوف لنا الكيل } أي أعطنا ما كنت تعطينا بالثمن الجيد { وتصدق علينا } ، قيل : تفضل ما بين الثمن والأدنى ولا تنقصنا من السعر ، وقيل : هذا لا يحل لأحد من الأنبياء ، وقيل : سألوا الصدقة وهم أنبياء وكانت حلالاً لهم { إن الله يجزي المتصدقين } يثيبهم ولو لم يقولوا أن الله يجزيك لأنهم لا يعلموا دينه { قال } يوسف { هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون } ، قيل : رأى المصلحة في ذلك إما بأمر الله تعالى أو بزوال الموانع ، وقيل : إنما قال ذلك حين قرأ كتاب يعقوب ، وقيل فيه : " من يعقوب اسرائيل الله ابن إسحاق ذبيح الله ابن إبراهيم خليل الله إلى عزيز مصر ، أما بعد ، فإنَّا أهل بيت موكل بنا البلاء ، ألقي جدي في النار فجعلها الله عليه برداً وسلاماً ، وأما أبي فشدت يداه ورجلاه ووضع السكين على قفاه ففداه الله بذبح عظيم ، وأما أنا فكان لي ابن وكان أحب أولادي إلي فذهب عني ، وكان له أخ أتسلى به ، فإن رددت علي ولدي وإلاَّ دعوت عليك دعوة تدرك السابع من ولدك " فلما قرأ يوسف الكتاب لم يتمالك من البكاء فقال : { هل علمتم } الآية { قالوا أإنك لأنت يوسف قال أنا يوسف } الآية قيل : لما رفع يوسف ( عليه السلام ) الحجاب ، وقيل : وضع التاج عن رأسه { قالوا } يعني أخوة يوسف { تالله } قسم { لقد آثرك الله علينا } أي فضلك واختارك بالعلم والحلم والحكم والملك { وإن كنا لخاطئين } مذنبين { قال لا تثريب عليكم اليوم } أي لا تأنيب ولا عتب { اذهبوا بقميصي هذا } ، قيل : هو من الجنة ، وقيل : كان ذلك قميص ابراهيم صار إلى يعقوب ، ثم إلى يوسف ، وكان من الجنة أمره جبريل أن يرسله اليه فإن فيه ريحاً لا تقع على مبتلى ولا سقيم إلا عوفي ، وقيل : يهوذا هو الذي حمل القميص وسار حافياً ، وروي أنه خرج ومعه سبعة أرغفة وكان المسافة ثمانين فرسخاً .