Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 80-86)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فلما استيئسوا منه خلصوا نجياً } يعني أخوة يوسف أيسوا من بنيامين أن يرد إليهم ، خلصوا اعتزلوا وانفردوا عن الناس ، نجياً أي يناجي بعضهم بعضاً ، وقيل : يتناجون في محاربته فلم يتفقوا على ذلك ، وقيل : يتناجون بالرجوع إلى أبيهم فلم يتفقوا حياء من أبيهم { قال كبيرهم } وهو روبيل ، وقيل : شمعون وكان رئيسهم وأكثرهم في الفضل ، وقيل : يهوذا { ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقاً } أي يميناً { فلن أبرح الأرض } أي لن أزال بهذه الأرض ، قيل : هي أرض مصر { حتى يأذن لي أبي } بالانصراف اليه { أو يحكم الله لي } بالخروج منها أو بالانتصاف منها أو بالانتصاف ممن أخذ أخي ، أو بخلاصه من يده بسبب من الأسباب { وهو خير الحاكمين } لأنه لا يحكم إلا بالحق والعدل { ارجعوا إلى أبيكم } فصرفهم مع العير ، وأقام هو لأنه عهد أن لا يرجع { فقولوا يا أبانا إن ابنك سرق } يعني فقولوا أخرج الصاع من رحله ، وقولوا : إنه سرق على ظاهر الحال { وما شهدنا إلاَّ بما علمنا } أي ما نشهد عليه لكن نخبرك بما جرى ، وقيل : ما قلنا أنه سرق إلا بما علمنا من وجود الصاع في رحله { وما كنا للغيب حافظين } في الأمر الخفي { واسأل القرية التي كنَّا فيها } وهي مصر أي أرسل إلى أهل القرية مصر واسألهم عن القصة { والعير التي أقبلنا فيها } وأصحاب العير وكانوا قوماً من كنعان ، وقيل : جيران يعقوب ، وقيل : من صنعاء { قال بل سولت لكم أنفسكم أمراً } وفي الكلام حذف دل عليه الكلام ما بقي تقديره فلما رجعوا إلى أبيهم وقصُّوا عليه القصة قال مجيباً لهم : بل سولت لكم أنفسكم ، يعني أردتم وهممتم به ، وقيل : أعطيتكم أنفسكم سولها { فصبر جميل } أي شأني صبر جميل لا جزع معه { عسى الله أن يأتيني بهم جميعاً } ، وقيل : أوحى الله اليه بذلك ، وقوله : عسى واجبٌ لأنه علم أن حديث السرقة باطل ولكن لم يعلموا أن الله { هو العليم } بأحوال خلقه { الحكيم } في تدابيرهم { وتولى عنهم وقال يا أسفي على يوسف } والأسف أشد الحزن { وابيضَّت عيناه من الحزن } والبكاء قيل : عمي ، وقيل : كان لا يبصر إلاَّ شيئاً قليلاً { فهو كظيم } مملوء من الهم والحزن وكان البياض الذي حدث في عين يعقوب من الحزن ، روي ما جفت عينا يعقوب من وقت فراق يوسف إلى وقت لقائه ثمانين سنة ، وما على وجه الأرض أكرم على الله تعالى من يعقوب { قالوا تالله تفتؤ تذكر يوسف } أي لا تزال تذكر يوسف { حتى تكون حرضاً } الحرض المشرف على الهلاك وهو فساد الجسم والعقل { أو تكون من الهالكين } أي المبتلين ، ومتى قيل : ما معنى قولهم هذا لأبيهم ؟ قالوا : ليكف من البكاء إشفاقاً عليه فأجابهم يعقوب { قال إنما أشكو } أي أظهر شكواي { بثي } أي همي عن ابن عباس ، وقيل : حاجتي { وحزني إلى الله } تعالى { وأعلم من الله ما لا تعلمون } أي أعلم من إحسان الله ما لا تعلمون ، وقيل أعلم أن رؤياه صادقة .