Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 25-30)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه } ، قيل : عهد الله وأمره وما ألزم العبد كالتكليف ونقضه أن لا يتفكر فيه ولا يعمل به من بعد ميثاقه ، قيل : من بعد ما أحكمه الله عليه بما دل على وجوبه ، وقيل : من بعد ما أحكموه على أنفسهم بالعهد مع الرسول ، وقيل : هم الخوارج { ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل } ، قيل : قطعوا الأرحام وقد أمروا بصلتها ، وقيل : قطعوا النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقد أمروا بصلته ، وقيل : هو صلة المؤمنين { و } الذين { يفسدون في الأرض } ، قيل : بالدعاء إلى غير الله والقتال لرسوله والمؤمنين { ولهم سوء الدار } أي جهنم والنار { الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر } أي يوسع له ويقدر أي يرزقه دون غيره ، والآية نزلت في أهل مكة { وفرحوا } بما بسط الله لهم من الدنيا فرح بطَر وأشَر لا فرح سرور بفضل الله وإنعامه عليهم ، ولم يقابلوا بالشكر حتى يستوجبوا نعم الآخرة ، يعني { فرحوا بالحياة الدنيا } أي بما أوتوا من الرزق من حطام الدنيا ونسوا الآخرة { وما الحياة الدنيا في } حب { الآخرة إلا متاع } أي قليل ذاهب { ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه } الآية نزلت في أهل مكة { قل إن الله يضل من يشاء } ممن هو على صفتكم بسلبه الألطاف { ويهدي اليه من أناب } أي من رجع إلى الله تعالى وتاب { الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله } يعني تسكن قلوبهم إلى القرآن إذا تدبروا فيه ، وقيل : تطمئن قلوبهم عند وعده ووعيده { ألا بذكر الله تطمئن القلوب } قلوب المؤمنين { الذين آمنوا وعملوا الصالحات } يعني ما أمروا به من الطاعات { طوبى لهم } ، قيل : قرة عين عن ابن عباس ، وقيل : طوبى لهم مدينة في الجنة ، وقيل : خير وكرامة ، وقيل : شجرة في الجنة روي أن أصلها في دار الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وفي دار كل مؤمن منها غصن ، وقيل : العيش الطيب لهم { وحسن مآب } أي مرجع { كذلك أرسلناك } يا محمد { في أمة قد خلت } الآية نزلت في عبد الله بن أميَّة المخزومي وأصحابه حين نزل { اسجدوا للرحمان } قالوا : وما نعرف الرحمان إلاَّ صاحب اليمامة يعني مسيلمة ، وقيل : نزلت في مشركي العرب قالوا : أما الله فنعرفه وأما الرحمان فلا نعرفه ، وقيل : " نزلت في صلح الحديبية لما كتب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بسم الله الرحمان الرحيم فقال سهيل : لا نعرف الرحمان اكتب يا محمد باسمك اللهم وكذلك كانوا يكتبون فقال ( صلى الله عليه وسلم ) : " أكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله " فقال لإن كتب رسول الله وأنكرناك لقد ظلمناك اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله " ، وقوله : كذلك أرسلناك أي هكذا أرسلناك يا محمد ، وقيل : كما أرسلنا في الأمم { أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم } قرون وجماعات { لتتلوا عليهم } القرآن { الذي أوحينا إليك وهم يكفرون بالرحمان } يجحدونه { قل } يا محمد { هو ربي } أي الرحمان الذي أنكرتموه ربي ومبدئي { لا إله إلا هو عليه توكلت } فوّضت أمري إليه { وإليه متاب } مرجعي .