Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 19-24)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أفمن يعلم أَنما أنزل إِليك من ربك الحق كمن هو أعمى } أي لا يستوي من يعلم الحق ومن لا فهو بمنزلة الأعمى { إنما يتذكر أولو الألباب } أي ذوو العقول { الذين يوفون بعهد الله } أي يودون عهوده ، قيل : أوامره ونواهيه ، وقيل : عهوده كما يلزم العبد عقلاً وسمعاً ، والعقليان كالتوحيد والعدل وما شاكله من الواجبات والشرعيات كأوامر الشرع ونواهيه { ولا ينقضون الميثاق } ، قيل : لا يبدلون ولا يرجعون ، وقيل : ميثاق الرسول وهو ما حلفوا له ، والميثاق ما وثقه المكلف على نفسه مما لزمه { والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل } ، قيل : المراد به الإِيمان بجميع الكتب والرسل ، وقيل : بل صلة الأرحام ، وقيل : بل هو ما يلزم من صلة المؤمنين بالتوالي والحفظ والذبّ عنهم في باب الدين فيدخل فيه صلة الرحم وغيره ، قال القاضي : وهو الوجه { ويخشون ربهم } أي عقابه { ويخافون سوء الحساب } أي مناقشته { والذين صبروا } على طاعة الله وعن معصيته ، وقيل : على المصائب والنوائب ، وقيل : في الجهاد للأعداء ، وقيل : هو الصبر المطلق وهو فيما يصبر عليه من المصائب في النفوس والأموال ومشاق التكليف { ابتغاء وجه ربهم } أي لا ليقال ما أصبره وأحمله للنوازل وأوقره عند الزلازل ولا لئلا يعاب بالجزع ولئلا تشمت به الأعداء كقوله : وتجلدي للشامتين لاريهم … الخ . { وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية } يتناول النوافل لأنها في السر أفضل والفرائض لوجوب المظاهرة بها { ويدرؤن بالحسنة السيئة } ، قيل : يدفعونها ، وعن الحسن هم الذين إذا حُرموا أعطوا ، وإذا ظُلموا عَفُوا ، وإذا قُطِعوا وَصَلوا ، وعن ابن كيسان : هم الذين إذا أذنبوا تابوا ، وإذا رأوا منكراً أمروا بتغييره { أولئك لهم عقبى الدار } عاقبة الدنيا وهي الجنة لأنها التي أراد الله أن تكون عاقبة الدنيا { جنات عدن } مدينة الجنة فيها الأئمة والأنبياء والشهداء والصديقون { يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم } أي من كان صالحاً في الدين { وذرِّيَّاتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب } من أبواب الجنة ، وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " أبواب الجنة ثمانية باب الصلاة ، وباب الزكاة ، وباب الصوم ، وباب الصبر " قوله تعالى : { سلام عليكم } بشارة منهم للمؤمنين بالسلامة والكرامة ، قيل : السلام منهم ، وقيل : السلام من الله تعالى يبلغونه { بما صبرتم } أي هذه المنزلة والكرامة جزاء على ما صبرتم { فنعم عقبى الدار } أي نعم ما أعقبكم الله بعد الدار الأولى ، وقيل : نعم العاقبة في هذه الدار لكم وهي الجنة .