Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 90-99)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ كما أنزلنا على المقتسمين } ، قيل : أُنزلت في أهل الكتاب إذ آمنوا ببعض وهو الذي وافقهم وكفروا ببعض ، وقيل : نزلت في أهل مكة تفرقوا على طريق مكة يصدوهم عن الإِيمان بالنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بأنه ساحر وكاهن مجنون فأنزل الله بهم عذاباً { الذين جعلوا القرآن عضين } أي عضوه أعضاء وأجزاء فآمنوا ببعض وكفروا ببعض ، وقيل : نسبوه إلى الكذب وهو جمع عِضَه ، وقيل : قرعوه وقسموه بأن قالوا هو سحر ، ومنهم من قال : شعر ، ومنهم من قال : أساطير الأولين { فاصدع بما تؤمر } فاجهر به وأظهره ، وقيل : فافرق بين الحق والباطل ، والمعنى بما تؤمر به من الشرائع ، قال أبو طالب : @ فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة وأبشر وقر بذاك منك عيونا @@ { إنا كفيناك المستهزئين } ، قيل : هم خمسة نفر : الوليد بن المغيرة ، والعاص بن وائل ، والحارث بن الطلاطلة ، والأسود بن عبد يغوث ، والأسود بن المطلب ، عن ابن عباس : ماتوا كلهم قبل بدر ، قال جبريل لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " أمرت أن أكفيكهم ، فأومى إلى ساق الوليد ، فمرّ بنبال فتعلق بثوبه سهم فلم ينعطف تعظماً لأخذه فأصاب عرقاً في عقبه فقطعه فمات ، وأومى إلى أخمص العاص بن وائل فدخلت فيها شوكة ، فقال : لدغت ، وانتفخت رجله حتى صارت كالرحى ومات ، وأشار إلى عيني الأسود بن المطلب فعمى ، وأشار إلى أنف الحارث فامتخط قيحاً فمات ، وأتى الأسود بن عبد يغوث وهو قاعد في ظل شجرة ، فجعل ينطح رأسه بالشجرة ويضرب وجهه بالشوك حتى مات ، قال في الغرائب : جعل يضرب رأسه بالشجرة وهو يقول : يا غلام أدركني ، فقام الغلام : ما أرى أحداً يضرب رأسك إنما أنت تضربه ، ولا يزال يضربه حتى مات ، وقيل : المراد به جميع مشركي العرب وقوله : { الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون } تهديد لهم ، قوله تعالى : { ولقد نعلم أَنك يضيق صدرك بما يقولون } من أقاويل الطاعنين فيك وفي القرآن { فسبِّح بحمد ربك } يعني نزه الله وعظمه باضافة النعم اليه ، وداوم على عبادة ربك { وكن من الساجدين } ، قيل : المتواضعين ، وقيل : الساجدين المطيعين { حتى يأتيك اليقين } أي الموت ما دمت حيَّاً ، وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان إذا حدث به أمرٌ فزع إلى الصلاة .