Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 78-89)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وإن كان أصحاب الأيكة } قوم شعيب ، أرسل شعيب ( عليه السلام ) إلى مدين وأصحاب الأيكة فعذبوا قوله تعالى : { وإنهما } يعني قوم لوط والأيكة ، وقيل : الأيكة ومدين { لبإمام مبين } لها طريق واضح { ولقد كذب أصحاب الحجر } ثمود ، والحجر واديهم ، وهو بين المدينة والشام { المرسلين } يعني تكذيبهم صالحاً ، لأن من كذب واحداً منهم فكأنما كذبهم جميعاً ، وأراد صالحاً ومن معه من المؤمنين { وكانوا ينحتون من الجبال بيوتاً آمنين } وذلك لطول أملهم اتخذوا منازل في الجبال لئلا تنهدم آمنين من أن تقع عليهم ، وقيل : آمنين من عذاب الله { فأخذتهم الصيحة مصبحين } أي عند الصبح { وإن الساعة لآتية } لا خلف فيها { فاصفح الصفح الجميل } ، قيل : الآية منسوخة بآية القتال ، قال القاضي : لا نسخ ، والصفح ممدوح سائر الحالات فهو العلم والتواضع { ولقد آتيناك سبعاً من المثاني } ، قيل : هي سبع آيات وهي الفاتحة ، وقيل : سبع سور وهي الطوال والانفال وبراءة في حكم سورة واحدة ، وقيل : أراد السبع الحواميم ، وسميت المثاني جميع القرآن لقوله متشابهاً مثاني ، قال في الغرائب : المثاني معاً في القرآن وهي سبعة : أمرٌ ونهي وتبشير وانذار وضرب أمثال وتعديد نعم وأنباء قرون { والقرآن العظيم } وروي أن من أوتي القرآن فرأى أن أحداً أوتي من الدنيا أفضل مما أوتي فقد صغّر عظيماً ، وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " ليس منا من لم يتغنّ بالقرآن " وقيل : جاءت سبع قوافل ليهود بني قريظة والنضير فيها أنواع البر والطيب وسائر الأمتعة فقال المسلمون : لو كانت هذه الأنزال لنا لتقوينا بها ولأنفقناها في سبيل الله فقال لهم عزَّ وعلا : لقد أعطيتم سبع آيات هي خير من هذه القوافل السبع ، يعني سورة الحمد { لا تمدّنَّ عينيك إلى ما متّعنا به أزواجاً منهم } أراد لا تنظر إلى ما في أيديهم من النعم فما أنعم عليك وعلى من تبعك وهي النبوة والإِسلام والقرآن والفتوح وغير ذلك ، أزواجاً أصنافاً ، وقيل : الأزواج والأمثال والأشباه ، وقيل : أمثالاً في النعم { واخفض جناحك للمؤمنين } هو توسع أي أَلِنْ جنابك للمؤمنين وتواضع لهم وارفق بهم { وقل إني أنا النذير المبين } المخوف بالعقاب .