Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 9-20)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إنَّا نحن نزلنا الذكر } يعني القرآن { وإنّا له لحافظون } ، لا يجوز فيه الزيادة ولا النقصان ، وقيل : وإنا له لحافظون ، قيل : محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يحفظ من أعدائه { ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين } يعني في فرقهم وطوائفهم والشيعة الفرقة إذا اتفقوا على مذهب وطريقه يعني أرسلنا فيهم أنبياء { وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون } وذلك تسلية له ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، قوله تعالى : { كذلك نسلكه } يعني القرآن يقال : سلكت الخيط في الابرة وأسلكته إذا أدخلته فيها ، أي يوصل القرآن { في قلوب } المشركين ، وقيل : باخطار ذلك ينالهم حتى عرفوه { لا يؤمنون به } يعني القرآن مع ذلك لا يؤمنون به عناداً وجهلاً { وقد خلت سنّة الأولين } أي مضت طريقة الأمم المتقدمة ، يعني كانت الرسل تدعوهم إلى كتاب الله ، ويسلك الله ذلك في قلوب أممهم لا يؤمنون كما هو شبه قومك ، وقيل : وقائع الله فيمن قبلكم من الأمم { ولو فتحنا عليهم } ، قيل : على أهل مكة ، وقيل : على الأمم ، وقيل : هو عام ، يعني لو فتح عليهم { باباً من السماء } ويسّر لهم معراج يصعدون فيه اليها ، ورأوا من العيان ما رأوا { لقالوا } هذا شيء نتخايله لا حقيقة له ، ولقالوا : قد سحرنا محمد بذلك ، وقيل : الضمير للملائكة يصعدون السماء عياناً لقالوا ذلك { ولقد جعلنا في السماء بروجاً } ، قيل : هي النجوم { وزيناها } أي زيَّنا السماء بالنجوم { للناظرين } من ينظر إليها { وحفظناها } أي حفظنا السماء { من كل شيطان رجيم } أي ملعون ، قيل : مرمى بالنجوم { إلاَّ من استرق السمع } والمراد بالسمع المسموع ، وعن ابن عباس : أنهم كانوا لا يحجبون عن السموات ، فلما ولد موسى منعوا من ثلاث سماوات ، فلما ولد محمد منعوا من السماوات ، وقوله : { فأتبعه شهاب مبين } أي مضيء لمن رآه { والأرض مددناها } وبسطناها { وألقينا فيها رواسي } الجبال الثوابت { وأنبتنا فيها } ، قيل : في الأرض من أنواع النبات ، وقيل : في الجبال { من كل شيء موزون } وزن بميزان الحكمة وقدر بمقدار بعضه لا يصح فيه زيادة ولا نقصان ، أو له وزن وقدر في أبواب النعمة والمنفعة ، وقيل : ما يوزن من نحو الذهب والفضة والنحاس والحديد وغيرها { وجعلنا لكم } أي خلقنا لكم { فيها } في الأرض { معايش } من زروع ونبات ، وقيل : رزقاً تعيشون به من تجارات وزرع وغير ذلك { ومن لستم له برازقين } الدواب والأنعام ، وقيل : العبيد والإِماء ، وقيل : البهائم والطيور .