Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 125-128)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ادع إلى سبيل ربك } إلى الاسلام { بالحكمة } المقالة المحكمة الصحيحة وهي الدليل الواضح إلى الحق المزيل للشبهة { والموعظة الحسنة } وهي التي لا تخفى عليهم إنك تناصحهم ، وقيل : أراد القرآن أي ادعهم بالكتاب الذي هو حكمة وموعظة حسنة { وجادلهم بالتي هي أحسن } بالطريق التي هي أحسن طرق المجادلة من الرفق واللين من غير فظاظة ولا تعنيف { إن ربك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين } فلا يخفى عليه شيء { وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به } روي أن المشركين مثلوا بالمسلمين يوم أحُد ، فروا بطونهم وقطعوا مذاكيرهم ما تركوا أحداً غير مثلوا به إلاَّ حنظلة بن الراهب ، فوقف رسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على حمزة وقد مثلوا به فقال : " أما والذي أحْلف به لئن أظفرني الله بهم لأمثلن بسبعين مكانك " فنزلت الآية فكفّر عن يمينه وكفّ عما أراده ، ولا خلاف في تحريم المثلة وقد وردت الأخبار بالنهي عنها حتى الكلب العقور { واصبر } أنت يا محمد { وما صبرك إلا بالله } أي توفيقه وتثبته وربطه على قلبه { ولا تحزن عليهم } أي على الكافرين كقوله : { فلا تأس على القوم الكافرين } { ولا تك في ضيق مما يمكرون } وقرئ بكسر الضاد أي لا يضيق صدرك من مكرهم { إن الله مع الذين اتقوا } أي ولي الذين اجتنبوا المعاصي { و } ولي { الذين هم محسنون } في أعمالهم .