Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 1-8)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أتى أمر الله فلا تستعجلوه } أي جاء عقابه لمن أقام على التكذيب ، وقيل : القيامة أو نزول العذاب يوم بدر وكانوا يستعجلون ما وعدوا من قيام الساعة استهزاءً وتكذيباً فقيل لهم : { أتى أمر الله } أي هو بمنزلة الآتي الواقع وإن كان منتظراً لقرب وقوعه { فلا تستعجلوه } وروي أنها لما نزلت اقتربت الساعة ، قال الكفار فيما بينهم : إن هذا يزعم أن القيامة قد قربت ، فأمسكوا عن بعض ما تعملون حتى ننظر ما هو كائن ، فلما تأخرت قالوا : ما نرى شيئاً ، فنزلت : { اقترب للناس حسابهم } فأشفقوا وانتظروا قربها ، فلمَّا امتدت الأيام قالو : يا محمد ما نرى شيئاً مما تخوفنا به ، فنزلت : { أتى أمر الله } فوثب رسول الله ورفع الناس رؤوسهم فنزل { فلا تستعجلوه } فاطمأنوا { ينزل الملائكة بالروح } ، قيل : القرآن ، وسمي روحاً لأنه حياة النفس بالإرشاد إلى الدين { أن أنذروا أنه لا إله إلاَّ أنا } اعلموا بأن الأمر ذلك ، والمعنى اعلموا الناس قولي { لا إلا إلاَّ أنا فاتقون } { خلق السموات والأرض بالحق } وخلق الانسان وما يصلحه { والأنعام خلقها لكم } ، قيل : البقر والإِبل والغنم { فيها دفء } للناس ، وقيل : الدفء ما يستدفأ به من أشعارها وأوبارها { ومنافع } يعني سائر ما ينتفع به من اللبن والركوب والنسل وغير ذلك { ولكم فيها } أي في الأنعام { جمال } أي حسن منظر ، وقيل : الجمال ما يستحسن بعضه { حين تريحون } أي تروّحو لها بالعشي وذلك أعجب ما يكون إذا راحت من مرعاها { وحين تسرحون } أي حين ترسلونها إلى المرعى { وتحمل أثقالكم } أي أمتعتكم إلى بلد غير بلدكم ، قيل : مكة ، وقيل : سائر البلدان { لم تكونوا بالغيه } أي تصلون اليه إذا أردتم المصير إليه ، وحملتم على ظهوركم { إلاَّ بشق الأنفس } ويجوز أن يكون المعنى { لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرؤوف رحيم } حيث رحمكم بخلق هذه الحوامل { والخيل والبغال والحمير } عطف على الأنعام ، أي خلق هذه للركوب والزينة { ويخلق ما لا تعلمون } ، قيل : في الجنة من النعم لأهلها ، وفي النار من العقوبات لأهلها ، وقيل : هو عام في كل شيء خلق ولا نعلمه .