Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 9-16)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وعلى الله قصد السبيل } أي عليه بيان قصد السبيل ، عن ابن عباس : أي بيان الهدى من الضلال ، قال جابر : أراد بيان الشرائع والفرائض ، وقيل : بيان الذي كلف الخلق ، وقيل : على الله بيان سبيل الجنة فمتى بيّنه ولم يعمل به فقد أتى من جهة نفسه { ومنها } الكناية ترجع إلى السبيل { جائر } ، قيل : من السبيل ما هو جائر أي عادل عن الخلق ، جائر عن طريق الهدى ، والجائر اليهودية وأنواع الكفر ، وقصد السبيل الإِسلام ، وقيل : الجائر البدع والأهواء { ولو شاء لهداكم أجمعين } ، قيل : بالانجاء إلى الهدى ، وقيل : هو بمعنى القدرة { هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه } فيه { شراب } أي ماء شراب ، وقيل : هو شراب { فيه تسيمون } أي ترعون أنعامكم وترسلونها في المراعي { ينبت لكم } أي لأجلكم { به } أي بالماء الذي ينزل من السماء { الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون } في الدلائل { وسخّر لكم الليل والنهار } أي ذلك لمنافعكم { والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات } لحجج { لقوم يعقلون } { وما ذرأ لكم } أي خلق لكم { في الأرض } سوى ما تقدم ذكره من أنواع النبات ، وأجناس الحبوب كالدواب والسباع والطير ، وقيل : المراد المعادن وسائر النعم { مختلفاً ألوانه } أجناسه { إن في ذلك لآيات لقوم يذكرون } { وهو الذي سخّر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً } يعني السمك { وتستخرجوا منه حليةً } هو اللؤلؤ والمرجان { تلبسونها } المراد بلبسهم لبس نسائهم لأنهن من جملتهنَّ { وترى الفلك مواخر فيه } أي تشق الماء بحيزومها ، وقيل : قواطع لحاجتها ، وقيل : جواري { ولتبتغوا من فضله } أي لتطلبوا من رزقه تركبون البحر طلباً للتجارة والمنافع { ولعلكم تشكرون } على هذه النعم { وألقى في الأرض رواسي } أي جبالاً ثوابت { أن تميد بكم } أي لئلا تميد بكم { وأنهاراً وسبلاً } أي جعل فيها طرقاً مختلفة { لعلكم تهتدون } أي لكي تهتدون { وعلامات } أي معالم تعلم بها الطرق ، وقيل : هي الجبال ، وقيل : الجبال علامات النهار ، والنجوم علامات الليل ، قال قتادة : خلق الله النجوم زينة للسماء ومعالم للناس ورجوما للشياطين .