Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 36-44)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله } أي وحدّوه وأطيعوه { واجتنبوا الطاغوت } الشيطان ، وقيل : ما عبد من دون الله ، وقيل : شياطين الانس والجن { فمنهم } من تلك الأمم { من هدى الله } أي من اهتدى بهداي أوجبت له الجنة ، وقيل : فمنهم من هدى الله إلى جنته وثوابه وهم المؤمنون ، وقيل : من هدى الله أي لطف به لأنه عرف أنه من أهل اللطف { ومنهم من حقت عليه الضلالة } أي وجبت عليه وهو الهلاك كقوله : { ان المجرمين في ضلال وسعر } ، وقيل : منهم من استحق الضلالة بكفره وتكذيبه { فسيروا في الأرض } خطاب لهذه الأمة { فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين } ممن تقدم فكذبوا الرسل فأهلكهم الله { إن تحرص على هداهم } يعني على الإِسلام وكان ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حريصاً على إيمانهم { فإن الله لا يهدي من يضل } قرأ بفتح الياء الكوفيون ، قيل : من حكم بضلالته لا يحكم بهدايته أحد ، وقيل : لا يطلف به ، وقيل : لا يثيب ولا يهدي إلى الجنة وأما إذا قرئ بضم الياء وفتح الدال وهي أيضاً قراءة نافع ومن تبعه ، فقيل : من يهلكه الله لم ينجيه أحد ، وقيل : من أضلّه من طريق الجنة لا يهديه أحد { وما لهم من ناصرين } يرفع العذاب عنهم { وأقسموا بالله } أي حلفوا به { جهد أيمانهم } أي مجتهدين { لا يبعث الله من يموت } أي لا يحييهم بعد الموت ، ولا يقيمهم من قبورهم للجزاء والحساب { بلى } هو من كلام الله تعالى { وعداً عليه حقاً } وعده وأوجبه { ولكن أكثر الناس لايعلمون } أنهم مبعوثون { ليبين لهم } لهؤلاء المشركين الذين أقسموا بالله { لا يبعث الله } ، وقيل : { ليبين لهم الذي يختلفون فيه } جميع الذي اختلفوا فيه من أمور دينهم ، وليميز لهم الحق من الباطل { وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين } { إنما قولنا لشيء إذا أردناه } يعني إذا أردنا إيجاده { ان نقول له كن فيكون } لسرعته ووجوده كما شاء ، فإذا أردنا أن نبعث من يموت فلا تعب علينا ولا نصب في إحيائه { والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوّئَنهم في الدنيا حسنة } الآية نزلت في المعذبين بمكة مثل صهيب وخباب وعمَّار وغيرهم لمكنهم الله بالمدينة ، وروي أن صهيباً قال : لي مال كثير فخذوه ودعوني وديني ، فقالوا : قبلنا ، وقيل : نزلت في جميع أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ظلمهم أهل مكة فأخرجوهم من ديارهم فبوّأهم الله بالمدينة بعد ذلك جعل لهم بها أنصاراً لنبوّئَنهم في الدنيا حسنة أي ننزلهم في الدنيا منزلاً كريماً { ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون } { وما أرسلنا من قبلك إلاَّ رجالاً نوحي اليهم } الآية نزلت في مشركي مكة لما أنكروا نبوة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقالوا : الله أعظم من أن يبعث بشراً هلاّ بعث ملكاً { فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون } ، قيل : أهل العلم بأخبار من مضى من الأمم ، وقيل : هم مؤمنوا أهل الكتاب ، وقيل : هم أهل القرآن { بالبينات } أي بالمعجزات { والزبر } أي الكتب يعني أعطيناهم الكتب ، وقيل : أراد بالبينات حجج العقول { وأنزلنا اليك الذكر } أي القرآن والأحكام { لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون } .