Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 70-74)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر } أي أحسنه وأحقره وهو خمس وسبعون سنة ، وقيل : سبعون سنة { لكيلا يعلم بعد علم شيئاً } ليصير إلى حال يشبهه بحال الطفولية في النسيان وأن يعلم شيئاً شيئاً ، ثم يسرع في نسيانه ، فلا يعلم إن سئل عنه ، وقيل : لئلا يعقل بعد عقله { والله فضَّل بعضكم على بعض في الرزق } فرزقهم أكثر مما رزق مماليكهم ، وهم بشر مثلكم ، وإخوانكم ، فكان ينبغي أن تردوا فضل ما رزقتموه عليهم ، حتى تساووْا في الملبس والمطعم ، كما روي عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " هم اخوانكم فاكسوهم مما تلبسون وأطعموهم مما تطعمون " { أفبنعمة الله يجحدون } فجعل ذلك من جملة مجرد النعمة ، وقيل : هو مثل ضربه الله للذين جعلوا له شركاء فقال لهم : ساوَوْن بينكم وبين عبيدكم فيما أنعمت به عليكم ، ولاتجعلوا له فيه شرك ، ولا ترضون ذلك لأنفسكم ، فكيف رضيتم أن تجعلوا عبيدي لي شركاء ، وقيل : المعنى أن الموالي والمماليك أنا رازقهم جميعاً { فهم فيه } في رزقي { سواء } فلا تحسب الموالي أنهم يردون على مماليكهم من عبيدهم شيئاً من الرزق فإنما ذلك رزقي أجريه اليهم على أيديهم { والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة } جمع حافد وهوالذي يحفد أي يسرع في الطاعة والخدمة قيل : هم أولاد الأولاد ، وقيل : أولاد المرأة من الزوج الأول ، وقيل : هم الاختان وهم أزواج البنات ، قوله تعالى : { ويعبدون من دون الله } يعني الأوثان { ما لا يملك لهم رزقاً } أي لا يقدر عليه { من السماوات والأرض شيئاً } يعني من السماء المطر ومن الأرض النبات والأشجار ، وقيل : لا يزيد في رزقهم ولا ينقص { ولا يستطيعون } دفع ضرر عن أنفسهم فإذا كان هذا حاله فكيف تعبدوه وتتخذوه إلهاً ؟ { فلا تضربوا لله الأمثال } أيظهر الحق فلا تجعلوا لله أشباه فإنه لا مثل له ولا شبيه { إن الله يعلم } ، قيل : وعيد لهم يعلم ما عليكم من المضرة في غيره { وأنتم لا تعلمون } ، وقيل : هو يعلم خطأ ما أنتم عليه .