Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 82-89)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فإن تولوا } أعرضوا عن إجابتك { فإنما عليك البلاغ المبين } وقوله : { يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها } بعبادة غيره وإضافتها إلى ما سواه جهلاً وتقليداً ، وقيل : ينكرون تقليداً ، وقيل : يعرفون محمداً وهو من نعم الله عليهم ثم ينكرونه بتكذيبه ويجحدوه ، وقيل : ما عدد عليهم من النعم في هذه السورة ، فينكرون ذلك ويزعمون أنها كانت لآبائهم ورثوها عنهم { ويوم نبعث } يعني يوم القيامة { من كل أمة شهيداً } عليهم من أنفسهم قيل : هم الرسل ، وقيل : عدول المؤمنين { ثم لا يؤذن للذين كفروا } ، قيل : لا يؤذن لهم في الاعتذار ، وقيل : لا يسمع الاعتذار { ولا هم يستعتبون } ولا هم يُسترضون ، أي لا يقال لهم ارضوا ربكم لأن الآخرة ليست بدار عمل ، يعني أنهم بعد شهادة الأنبياء ( عليهم السلام ) يمنعون الكلام في القاء المعذرة { وإذا رأى الذين أشركوا شركاءهم } يعني الذين أشركوا في العبادة وغيره ، وقيل : وصفوا بالشريك كالنثوية وعبادة الأوثان وقوله : { شركاءهم } ، قيل : أوثانهم التي يعبدوها وجعلوها شركاء في العبادة { قالوا } يعني العباد { ربنا هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعو من دونك فأَلقوا إليهم القول } يعني الأوثان وقد أحياهم الله وأنطقهم ، وقالوا لهؤلاء المشركون : إنكم لكاذبون في قولكم بأنا دعوناكم إلى العبادة وألقوا إلى الله يومئذ { السلم } استسلموا لله تعالى بأنه الإِله المستحق للعبادة { وضلّ عنهم ما كانوا يفترون } أي يكذبون أنها تشفع لهم ، قوله تعالى : { الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله } عن دينه وشرائعه وأحكامه { زدناهم عذاباً فوق العذاب } يعني عذاب كفرهم وعذاب صدهم ، والمراد به الرؤساء والقادة ونظيره { وليحملن أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم } [ العنكبوت : 13 ] وقيل : أراد تضعيف العذاب عليهم { ويوم نبعث في كل أمة شهيداً عليهم من أنفسهم } ، قيل : برسلهم ، وقيل : المؤمنين من كل أمة ، وقيل : أراد بالشهداء هاهنا جوارحهم { وجئنا بك } يا محمد { شهيداً على هؤلاء } الذين بعثت اليهم ، وقيل : على الأنبياء بأنهم بلغوا { ونزلنا عليك الكتاب } يعني القرآن { تبياناً لكل شيء } أي ليبين به كل شيء يحتاجون اليه من أمر دينهم { وهدى ورحمة وبُشْرى } وبشارة للمسلمين .