Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 90-97)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إن الله يأمر بالعدل والإِحسان وإيتاء ذي القربى } أراد الإِحسان بالأموال والأخلاق الحسنة والإِرشاد والسعي الجميل ، وقيل : العدل بالتوحيد ، والإِحسان أداء الفرائض ، وقيل : العدل في معاملة غيرك ، والإِحسان إلى نفسك فلا تلقيها في العذاب ، وإيتاء ذي القربى إعطاء ذي القربى حقهم بِصِلة رحمهم { وينهى عن الفحشاء } كل قبيح { والمنكر } ما ينكر الشرع { والبغي } الظلم والمكر ، وروي أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قرأ هذه الآية على الوليد فقال : يابن أخي أعد ، فأعاد ، فقال : إن له لحلاوة وأن عليه لطلاوة ، وأن أعلاه لمثمر وأن أسفله لمغدق ، وما هو بقول البشر ، فقال عثمان بن مظعون : فأخبرت أبا طالب فقال : يا معشر العرب اتبعوا ابن أخي ترشدوا وتفلحوا { وأوفوا بعهد الله } هي البيعة لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على الاسلام ، وقيل : هو الإِيمان ، وقيل : هو ما يلزم فعله { ولا تنقضوا الأيمان } أي لا تحنثوا فيها لما في الحنث من هتك الحرمة { بعد توكيدها } بعد تشديدها { وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً } قيل : شهيداً على الوفاء بذلك { إن الله يعلم ما تفعلون } { ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً } أنقاضاً قيل : هي ريطة بنت سعيد وكانت خرقاء ، اتخذت مغزلاً قدر ذراع ، وصنارة قدر أصبع ، وفلكة عظيمة على قدرها ، وكانت تغزل هي وجواريها من الغداة إلى الظهر ، ثم تأمرهن فينقض ما غزلن ، يعني لا تكونوا في نقض الايمان كالمرأة التي اتخذت على غزلها بعد أن أحكمته وأبرمته فجعلته أنكاثاً { تتخذون أيمانكم } يعني ولا تنقضوا ايمانكم فتتخذونها { دخلاً بينكم } أي مفسدة ودغلاً { أن تكون أمة هي أربى من أمة } أي تكون جماعة أكثر من جماعة عدد فتحلفون معهم وتنقضون الأَيمان ، وقيل : لا تنقضوا الأَيمان إذا رأيتم عدد الأعداء أكثر كما فعلته قريظة حالفوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ونقضوا عهده { إنما يبلوكم الله به } أي يختبركم بالوفاء بالعهد ، معناه يعاملكم معاملة المختبر ليقع الجزاء بالعمل { وليبينن لكم يوم القيامة } أي يخبركم بحقيقة { ما كنتم فيه تختلفون } { ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة } حنيفية مسلمة على طريقة الالجاء والاضطرار ، وهو قادر على ذلك ، يعني فتصيرون على مذهب واحد لا تختلفون في شيء { ولكن يضل من يشاء } ، قيل : يعاقب من يشاء ، وقيل : يخذل من علم أنه يختار الكفر { ويهدي من يشاء } وهو أن يلطف بمن علم أنه يختار الايمان { ولتسألن عما كنتم تعملون } { ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم } يعني لا تتخذوا الإِيمان مكراً وخديعة وفساداً لأنهم يسكنون إلى ذلك { فتزل قدم بعد ثبوتها } فتهلكوا بعد ما كنتم آمنين ، فثبوت القدم عبارة عن الأمن وزوالها عن الهلاك ، وقيل : هي كناية عن الإِحباط { وتذوقوا السوء } أي العذاب { بما صددتم } بصدكم وإعراضكم { ولا تشتروا بعهد الله } ، قيل : عهده لما أمر به من التناصر والتعاون والعمل بطاعته ، أي لا تأخذوا على ذلك شيئاً من دينكم ، وقيل : لا تنقضوا عهودكم التي تعاهدون تبتغون بنقضها ثمناً قليلاً من مال وغيره { إنما عند الله هو خير لكم } يعني ما يعطيكم الله مما أعدّ لكم على الوفاء بالعهد خير لكم من حطام تجمعونه { إن كنتم تعلمون } أن الآخرة خيرٌ والله أعلم { من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن } ، قيل : العمل الصالح الطاعات والايمان { فلنحيينّه حياة طيبةً } ، قيل : الرزق الحلال ، وقيل : القناعة والرضا عن الله في العسر واليسر ، وقيل : الجنة والثواب الدائم ، وقيل : حياة طيبة في القبر ، وعن ابن عباس : الحياة الطيبة الرزق ، وقيل : الحياة الطيبة الاستغناء عن الخلق والافتقار إلى الله تعالى .