Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 2-8)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وآتينا موسى الكتاب } يعني التوراة { ألاّ تتخذوا من دوني وكيلاً } ، قيل : شريكاً ، وقيل : ربا { ذرية من حملنا مع نوح } أولاد من حملنا مع نوح وأنجيناهم من الطوفان في السفينة { إنه كان عبداً شكوراً } وهو نوح ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكان إذا لبس ثوباً أو أكل طعاماً أو شرب ماءً حمد الله وشكره ، وقيل : كان قائماً بطاعة الله { وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب } أي أخبرناهم في التوراة ، وقيل : على لسان بعض الأنبياء ، وقيل : فيما كتب في اللوح المحفوظ { لتفسدنَّ في الأرض مرتين } ، قيل : بقتل الأنبياء وسفك الدماء وكثرة الفساد ، وقيل : في الأول قتل زكريا ، وفي الثاني قتل يحيى { ولتعلنَّ علواً كبيراً } أي لتستكبرون ولتظلمون الناس ظلماً كثيراً ، وروي أنهم كانوا مؤمنين فأخبرهم أنهم يتغيرون { فإذا جاء وعد أولاهما } أوْلَى المرتين التي يفسدون فيهما { بعثنا عليكم } ، قيل : أمرنا قوماً مؤمنين يغزونكم ، وقيل : خلّينا بينكم وبينهم ، والظاهر أنهم قوم مؤمنين أمروا بجهادهم لقوله : { بعثنا } ، وقوله : { عباداً لنا } ، وقيل : بخث نصّر ، وعن ابن عباس : جالوت قتلوا علماءهم وأحرقوا التوراة وأخربوا المسجد وسبوا منهم سبعون ألفاً ، فإن قيل : كيف جاز أن يبعث الله الكفرة ويسلطهم ؟ قالوا : معناه خلينا بينهم وبين ما فعلوا { فجاسوا } والجوس : التخلل في الديار ، وقيل : جاسوا وطئوا يقال : تركت فلاناً يجوس بني فلان ويجوسهم ويدوسهم أي يطأهم ، قال أبو عبيدة : كل موضع خالطته ووطئته فقد جسته و { خلال الديار } وسطها { وكان وعداً مفعولاً } ، قيل : قضاء كائناً لا خلف فيه { ثم رددنا لكم } يا بني اسرائيل { الكرة } الرجعة { عليهم } لأنهم تابوا وندموا على ما سلف منهم من المعاصي وقتل الأنبياء فقبل الله توبتهم ونصرهم على أعدائهم { وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيراً } أكثر عدداً وأكثر رجالاً { إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم } يعني أحسنتم التوحيد والعمل الصالح ، أحسنتم لأنفسكم لها ثوابها واليها يعود نفعها { وإن أسأتم } العمل { فلها } قيل : الخطاب لبني اسرائيل ، وقيل : الخطاب لأمة نبينا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اعتراضاً بين القصة { فإذا جاء وعد الآخرة } أي المرة الأخرى من إفسادكم بالقتل والظلم ، وقيل : بقصدهم بقتل عيسى ، وقيل : يحيى ( عليه السلام ) ، واختلفوا فيمن جاءهم في هذه الواقعة قيل : الفرس والروم قتلوهم وسبوهم وأخذوهم بعد أن كانوا الملوك على الناس ، وقيل : الذي غزا بني اسرائيل في المرة الأخرى ملوك فارس والروم وذلك لما قتلوا يحيى أتاهم ملوك الروم فقتل منهم مائة ألف وثمانين ألفاً وخرب بيت المقدس ، وقيل : جاءهم بخت نصّر ، وقيل : لم يزل دم يحيى بن زكريا حتى قتل منهم بخت نصر سبعين ألفاً واثنين وسبعين ألفاً ثم سكن الدم { لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ } إنما ذكر الوجه لأن معه يظهر السرور والحزن { وليدخلوا المسجد } بيت المقدس ونواحيه { كما دخلوه أول مرة } وإنما أضاف الدخول أول مرة إلى هؤلاء وإن كان بين الدخولين مدة عظيمة لأنهم كانوا في ذلك الوقت راضين بفعلهم ، وقيل : يحتمل أن يكون القوم في الكرتين واحد والمدة بينهما قريبة فلا مانع { وليتبّروا ما علوا } أي ليهلكوا وليدمروا ما علوا عليه من بلادهم { عسى ربكم } عسى من الله واجبٌ { أن يرحمكم } يا بني اسرائيل { وإن عدتم } إلى المعصية { عدنا } إلى العقوبة ، فعادوا فبعث الله عليهم محمداً ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فهم يعطون الجزية عن يد وهم صاغرون ، وقيل : إن عدتُم إلى التوبة عدنا إلى المغفرة { وجعلنا جهنم للكافرين حصيراً } مجلساً ، وقيل : مهاداً ، وعن الحسن : بساطاً ينبسط كالحصير .