Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 9-17)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم } أي إلى الطريقة التي هي أشد استقامة وذلك دين القيمة وهو دين الاسلام { ويبشر المؤمنين } يخبرهم بما يسرهم { ويدع الانسان بالشر دعاءه بالخير وكان الانسان عجولاً } يعني يدعو على نفسه وولده عند غضبه فيقول : اللهم العنه واغضب عليه كما يدعو بالخير بأن يوهب له النعم والأولاد ، ولو استجاب الله دعاءه لأهلكهم ، وقيل : أن يدعو الله بالشر عند غضبه على نفسه وأهله وماله كما يدعو لهم بالخير لقوله : { ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير } ، وقوله : { وكان الانسان عجولاً } أسرع إلى طلب ما يكون في قلبه ويخطر بباله وهو النضر بن الحارث { وجعلنا الليل والنهار آيتين } يعني نور النهار وظلمة الليل ، وقيل : الشمس آية النهار ، والقمر آية الليل { فمحونا آية الليل } أي جعلناها لا تضيء كما تضيء الشمس لأنها مظلمة ، وقيل : محو القمر السواد الذي فيه عن علي وابن عباس { وجعلنا آية النهار مبصرة } مضيئة { لتعلموا عدد السنين والحساب } أي لتعلموا التواريخ والسنين والأشهر والأيام والآجال ، ولولا الليل والنهار لما علم شيئاً من ذلك { وكل شيء فصّلناه تفصيلاً } بيّناه تبيينا { وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه } عمله ، يعني أن عمله لازم له { ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً } أي ينشر له ويعرض عليه حتى يقرأه جميعه ويعلم ما فيه ، قال قتادة : يقرأ في ذلك اليوم من لا يقرأ { ولا تزر وازرة وزر أخرى } أي لا يؤاخذ أحد بذنب غيره { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً } ، قيل : أراد عذاب الاستئصال فإن عادة الله تعالى لا يعذب حتى يبعث رسولاً { ففسقوا فيها فحقّ عليها القول } فتقديره إذا حكمنا بهلاك قرية أمرنا مترفيها على لسان الرسل بالطاعة فإذا فسقوا حقّ عليهم أي القول الذي أردناه بإهلاكهم ، وقيل : أن في الآية تقديم وتأخير وتقديره إذا أمرنا مترفي قرية بالطاعة ففسقوا عن أمرنا وعصوا حق عليهم القول أردنا عند ذلك إهلاكهم فأهلكناهم ، وقيل : أن جواب إذا محذوف وتقديره { إذا أردنا أن نهلك قرية } قد كنا أردنا { أمرنا مترفيها } بالطاعة { ففسقوا فيها فحقّ عليها القول فدمرناها } وأحللنا بهم ما نريده عن أبي مسلم ، ومتى قيل : ما معنى المترفين ولم خصّهم بالذكر ؟ قالوا : معناه المتنعمين وخصّهم بالذكر لأنهم الرؤساء وعليهم مدار الأمر وحكم للبلد ثابت ومن عداهم تبع لهم كفرعون وقومه فصار فسقه بفسقهم .