Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 78-82)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أقم الصلاة لدلوك الشمس } دلكت الشمس غربت ، ويروى عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " أتاني جبريل لدلوك الشمس حين زالت الشمس فصلى بي الظهر " فان كان الدلوك للزوال فالآية جامعة للصلوات الظهر والعصر { إلى غسق الليل } الغسق : الظلمة وهو وقت صلاة العشاء ، قيل : هو خطاب للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والمراد هو وغيره ، وقيل : أراد أيها الانسان أو أيها السامع لدلوك الشمس الظهر والعصر ، الى غسق الليل المغرب والعشاء { وقرآن الفجر … كان مشهوداً } أي صلاة الفجر ، ويعني قرآناً للتأكيد والقراءة في الصلاة ، وسميت قرآناً وهي القراءة ، مشهوداً تشهده ملائكة الليل والنهار ينزل هؤلاء ويصعد هؤلاء أو يشهده الكثير من المصلين ، أو من حقه أن يكون مشهوداً بالجماعة الكثيرة ، ويجوز أن يكون { وقرآن الفجر } حثاً على طول القراءة في الفجر يسمع الناس القرآن وكثرة الثواب ، وروي أن ملائكة الليل قالوا : فارقنا عبادك وهم يصلون وملائكة النهار قالوا : أتينا عبادك وهم يصلون ، { ومن الليل فتهجّد به } وعليك ببعض الليل ، والتهجد : التيقظ ولا يكون التهجد إلا بعد نوم عند اكثر المفسرين ، وقيل : التهجد صلاة بعد رقدة ، وقيل : بالقرآن والصلاة { نافلةً } عبادة زائدة { لك } على الصلوات الخمس وقيل : كرامة وعطية لك ، وقيل : غنيمة لك فاغتنمها { عسى } من الله واجبٌ { أن يبعثك ربك مقاماً محموداً } ومعنى المقام المحمود الذي يحمده القائم فيه وهو مطلق فيما كل ما يجب الحمد من أنواع الكرامات ، وقيل : المراد الشفاعة ، وعن ابن عباس : مقام يحمدك فيه الأولون والآخرون وتشرف فيه على جميع الخلائق تَسأل تُعطا وتَشفع تُشفع ليس أحد إلاّ تحت لوائك ، وعن أبي هريرة عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " هو المقام الذي أشفع فيه لأمتي " وعن حذيفة : يجتمع الناس في صعيد فلا يتكلم أحد ، فأول مدعو محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { وقل رب ادخلني } القبر { مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق } أي أخرجني منه عند البعث ، وقيل : نزلت حين أمر بالهجرة يريد ادخال المدينة والاخراج من مكة ، وقيل : ادخاله مكة واخراجه منها آمناً من المشركين ، وقيل : ادخاله الغار واخراجه منه سالماً ، وقيل : هو عام في كل ما يدخل فيه ، قوله تعالى : { سلطاناً نصيراً } قوة وغلبة فنصر بالرعب ، وقيل : هو فتح مكة { وقل جاء الحق } وهو الإسلام { وزهق الباطل } وهو الشرك ، وقيل : جاء الحق وهو القرآن وزهق الباطل فبطل الشيطان ، والزهوق : الهلاك والبطلان وننزل من القرآن الآية من للتبيين أي كل شيء ننزل من القرآن فهو شفاء للمؤمنين يزدادون به ايماناً ، وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من لم يستشف بالقرآن فلا شفاه الله " ولا يزداد به الكافرون { إلا خساراً } .