Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 71-77)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يوم ندعوا } يوم القيامة { كل أناس بإمامهم } ، قيل : إمَامَه نبيه ، وقيل : إمَامَه كسب أعمالهم ، وقيل : بكتابهم الذي أنزل الله عليه اليهم فيه الحلال والحرام فيقال : يا أهل التوراة يا أهل القرآن يا أهل الانجيل { فمن أوتي كتابه } يعني صحائف أعمالهم ، قوله تعالى : { فأولئك يقرأون كتابهم ولا يظلمون } ولا يبخسون حقهم { فتيلاً } : هو المفتول الذي في شق النواة { ومن كان في هذه أعمى } ، قيل : هذه إشارة إلى ما قد تقدم من النعم أي في هذه النعم التي عددناها ، وقيل : في هذه الدنيا وأمورها ، يعني من كان في هذه الدنيا أعمى عن آيات الله واعتقاده { فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً } ، وقيل : من كان في هذه الدنيا ضالاً فهو في الآخرة أعمى وأضلّ سبيلاً { وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره } اختلف في نزولها قيل : نزلت في قريش قالوا للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا ندع لسلم بالحجر الأسود حتى تلم بآلهتنا ، فحدث نفسه وقال : " ما علي أن ألمّ بها والله يعلم اني لها كاره " فأنزل الله تعالى هذه الآية ، وقيل : سألوه ذكر آلهتهم ، وقيل : قالوا : كف عن شتم آلهتنا وتسفيه أحلامنا ، وتطرد هؤلاء الأعْبُد حتى نجالسك ، وقيل : انهم خلوا به ليلةً يكلمونه ويسألونه فما زالوا به حتى كاد يقاربهم فنزلت ، وقيل : نزلت في وفد ثقيف وهم ثمانون راكباً ، قالوا : نبايعك على أن تعطينا ثلاث خصال : لا ننحني في الصلاة ، ولا يكسر أصنامنا غيرنا بأيدينا ، وتمتعنا باللات سنة ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " لا خير في دين ليس فيه ركوع ولا سجود ، فأما كسرها بأيديكم فذلك لكم ، وأما اطالت اللات فاني ممتعكم بها " وقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وتوضأ فما زالوا به حتى أنزل الله تعالى هذه الآية ، وان كادوا قربوا وهمّوا أن يفتنوك ويضلوك عن الذي أوحينا اليك يعني القرآن ، وقيل : وفد ثقيف ، وقيل : طرد الفقراء { لتفتري علينا غيره } أي يصرفونك عن القرآن لتختلق علينا الكذب { وإذاً لاتخذوك خليلاً } من الخلة التي هي المودة فبين أنه لولا لطف الله لقرب من اجابتهم ، { إذاً لأذقناك ضعف } حياة الدنيا وضعف عذاب الآخرة لعظم ذلك { ثم لا تجد لك علينا نصيراً } أي ناصراً ينصرك ، وروي أن هذه الآية لما نزلت قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين " { وإن كادوا ليستفزُّونك من الأرض } قيل : نزلت في أهل مكة همّوا باخراج النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من مكة ، وقوله : ليستفزونك ليزعجونك بعدوانهم ومكرهم من أرض مكة ، { وإذاً لا يلبثون خلافك } لا يبقون بعد اخراجك { إلا قليلاً } فان الله مهلكهم ، وكان كما قال : فقد أهلكوا ببدر بعد الاخراج بقليل ولم يخرجوه بل هاجر خوفاً من ربه ، وقيل : من أرض العرب ، وقيل : من أرض المدينة فإنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لما هاجر حسده اليهود وكرهوا قربه منهم فاجتمعوا اليه وقالوا : يا أبا القاسم ان الانبياء انما بعثوا بالشام وهي بلاد مقدسة ، وكانت مهاجر ابراهيم ، فلو خرجت إلى الشام لآمنا بك وقد علمنا أنه لا يمنعك من الخروج إلا خوف الروم ، فانا مانعك منهم . … رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عازماً على الخروج إلى الشام لحرصه على دخول الناس في الاسلام ، فنزلت فرجع ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { سنّة من قد أرسلنا } يعني أن كل قوم أخرجوا رسولهم من بين أظهرهم فسنّة الله أن يهلكوا بعذاب الاستئصال ، وقيل : سنته أن يحفظ رسله ويعصمهم حتى يبلغوا رسالاته { ولا تجد لسنتنا تحويلاً } ما أراد الله أن يجري العادة لا يتهيّأ لأحد أن يغلبه من ارسال رسول واستئصال قوم .