Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 90-96)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً } الآية نزلت في جماعة من قريش عتبة وشيبة ابنا ربيعة ، وابي سفيان ، والأسود بن اميَّة ، والعاص بن الوليد والنضر بن الحارث ، اجتمعوا عند الكعبة وقال بعضهم لبعض : ابعثوا الى محمد وكلموه وخاصموه ، فبعثوا اليه أن اشراف قومك اجتمعوا لك ، فبادر … انه بدا لهم في أمره وكان حريصاً على دعائهم ، فقالوا : يا محمد انا دعوناك لنعذر اليك ما نعلم رجلاً أدخل على قومه ما أدخلت على قومك ، شتمت الآباء ، وعبت الدين ، وشتمت الآلهة ، وفرقت الجماعة ، فان كنت جئت بهذا تطلب مالاً أعطيناك ، وان تطلب الشرف … فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " ما بذلك أمرت " ، فقالوا : إذاً ليس أحد أضيق بلداً منَّا ، فتسأل ربك يسيّر هذه الجبال ويجري الأنهار كأنهار الشام والعراق ، وابعث لنا من مضى ، وليكن فيهم قصي فانه شيخ صدوق ، فنسأله عما تقول أحق أم باطل ؟ فقال : " ما بهذا بعثت " فقالوا : سل ربك يبعث لنا ملكاً يصدقك ويجعل لنا جناناً وكنوزاً وقصوراً من ذهب ، فقال : " ما بهذا أمرت " فقالوا : فاسقط علينا السماء كما زعمت ان ربك ان شاء فعل ذلك ، فقال : " ذلك الى الله تعالى " فقالوا : انا لن نؤمن { أو تأتي بالله والملائكة قبيلاً } فقام ( صلى الله عليه وآله وسلم ) منهم ، وقال تعالى حاكياً عنهم : { فتفجر الأنهار خلالها } وسطها { تفجيراً } { أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً } أي قطعاً كما زعمت كما خوفتنا به ، { أو تأتي بالله والملائكة قبيلا } مقابلة نعاينهم ، وقيل : مجتمعين كما تجتمع القبائل { أو يكون لك بيت من زخرف } من ذهب ، وقرأ ابن مسعود من ذهب شاذ { حتى تنزل علينا كتاباً } من السماء فيه تصديقك { قل } يا محمد { سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولاً } يعني لم يؤمنوا واعتلوا بان الرسول لا يكون من البشر وهذا جهل لأن الاعتبار بالمصالح لا يصح ، ولأنه لو أتاهم ملك لكانوا يقولون أتانا من غير الجنس ، { وما منع الناس أن يؤمنوا إذا جاءهم الهدى } أي الدلائل ، وقيل : أراد القرآن { الا ان قالوا أبعث الله بشراً رسولاً } { قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين } ساكنين قاطنين { لنزلنا عليهم من السماء ملكاً رسولاً } منهم { قل } يا محمد لهم { كفى بالله شهيداً بيني وبينكم } بأني رسول اليكم ، وقيل : يشهد له يوم القيامة { انه كان بعباده خبيراً بصيراً } .