Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 97-109)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ومن يهد الله فهو المهتد } قيل : من يحكم بهدايته فهو المهتد باخلاص العبادة ، وقيل : من يهدي الله الى طريق الجنة والثواب { ومن يضلل } قيل : من أراد الله عقوبته لم يجد ناصراً يمنعه من عقابه ، { فلن تجد لهم أولياء من دونه } من يوالهم ، وقيل : لم ينصرهم { ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم } كقوله : { يوم يسحبون في النار على وجوههم } [ القمر : 48 ] وقيل لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : كيف يمشون على وجوههم ؟ قال : " ان الذي أمشاهم على أقدامهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم " ، قوله تعالى : { عمياً وبكماً وصمّاً } كانوا في الدنيا لا يستبصرون ولا ينطقون بالحق ويتصامون عن استماعه ، فهم في الآخرة كذلك ، كقوله : { ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا } [ الإسراء : 72 ] { كلما خبت زدناهم سعيراً } كلما سكن لهبها زاده اشتعالاً وسعيراً ، وقيل : كلما أكلت جلودهم ولحومهم فسكن لهبها بدلوا غيرها فرجعت ملتهبة { ذلك جزآؤهم بأنهم كفروا بآياتنا } يعني حجتنا البالغة وهو التوحيد والعدل ، وقيل : القرآن ، { وقالوا أئذا كنا عظاماً } باليةً { ورفاتاً } تراباً { أئنا لمبعوثون خلقاً جديداً } يعني احياء يوم الحشر فأجابهم الله تعالى وقال : { أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض } أحدثها إختراعاً ، وقيل : أولم يروا : أولم يعلموا ؟ وقيل : أولم ينظروا بأعيانهم فينظروا الى ما هو أعظم منهم { قادر على أن يخلق مثلهم } لأن من قدر على الأجسام قدر على احياء الأجسام واعادة الأموات احياء { وجعل لهم أجلاً } أي وقتاً ، وقيل : أجل الموت ، وقيل : أجل المعاد ، { لا ريب فيه } لا شك فيه أنه كائن لا محالة { فأبى الظالمون إلا كفوراً } قيل : جحوداً للبعث مع ظهور الدلائل { قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي } خزائنه مقدوراته ورحمته ورزقه ، { إذاً لأمسكتم } عن العطاء والانفاق { خشية } العاقبة ، وفي الآية حذف وإضمار تقديره لو ملكتم خزائن الله لأمسكتم من الانفاق خشية الفاقة { وكان الإنسان قتوراً } بخيلاً ، ثم ذكر قصة موسى ( عليه السلام ) فقال سبحانه : { ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات } أي تسع معجزات حجة على نبوته واختلفوا فيها ، قيل : العصا واليد وفلق البحر والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ، وقيل : اللسان والطمسة والحجر والعصا واليد و { الطوفان والجراد } [ الأعراف : 133 ] الآية ، وقيل : تسع آيات الكتاب في الأحكام { فاسأل بني إسرائيل } عن ذلك إن لم تعرفها أنت ولا قومك ، وقيل : سل يا رسول الله الذميين من بني اسرائيل وهم عبد الله بن سلام وأصحابه { إذ جاءهم فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحوراً } ، قيل : سحرت ، وقيل : مسحور بمعنى ساحر { قال لقد علمت } بفتح الياء على الخطاب أي علمت أنت يا فرعون { ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض } وبالرفع قال موسى علمت أنا أنها حق فإن علمت وأقررت وإلا هلكت { بصائر } أي تبصر بها وتعلم بمعنى دلائل على نبوّتي { وإني لأظنك يا فرعون مثبوراً } ، قيل : ملعوناً ، وقيل : مهلكاً { فأراد أن يستفزهم من الأرض } أي يخرجهم من الأرض أرض مصر { فأغرقناه } يعني فرعون { ومن معه } جنوده { جميعاً } فلم ينج منهم أحدٌ ولم يهلك من بني إسرائيل أحدٌ ، قوله تعالى : { وقلنا من بعده } أي من بعد هلاك فرعون { لبني اسرائيل اسكنوا الأرض } أي أرض مصر والشام { فإذا جاء وعد الآخرة } يعني القيامة { جئنا بكم } من القبر إلى الموقف للحساب والجزاء { لفيفاً } مختلطين التفت بعضكم ببعض ، وقيل : لفيفاً جميعاً ، ثم عاد الكلام إلى ذكر القرآن الذي تقدم ذكره فقال سبحانه : { وبالحق أنزلناه } أي أنزلنا القرآن بالحق معناه أردنا بإنزاله الحق والصواب ، وهو أن يعمل به ويؤمر بما فيه ، يؤمر به ويعمل بما فيه ، ومتى قيل : إذا قال : { بالحق أنزلناه } ، لما قال : { وبالحق نزل } ؟ قالوا الأوَّل صفة الانزال ، والثاني يعود إلى المنزّل وهو القرآن الذي . … حق ، وقيل : هو تأكيد { وما أرسلناك } يا محمد { إلاَّ مبشِّراً } للمؤمنين ومخوفاً للكفرة { وقرآناً فرقناه } أي أنزلناه قرآنا فرقناه يعني فصّلناه سوراً وآيات ، وقيل : فرّقناه أي فرق الله به بين الحق والباطل ، وقيل : جعلنا بعضه أمراً وبعضه نهياً ، وبعضه خبراً ، وبعضه وعداً وبعضه وعيداً { لتقرأه على الناس على مكث } شيئاً بعد شيء ، فنزل في نيف وعشرين سنة { ونزّلناه تنزيلاً } مفرقاً ، وقيل : على مكث أنزلنا شيئاً بعد شيء { قل } يا محمد { آمنوا به أو لا تؤمنوا به } هذا وعيد ، يعني الضرر عائد عليكم إن لم تؤمنوا ، وقيل : هو جواب لقولهم { وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا } [ الإسراء : 90 ] { إن الذين أوتوا العلم من قبله } من قبل نزول القرآن وخروج محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، قيل : هم مؤمنوا أهل الكتاب كعبد الله بن سلام وأصحابه { إذا يتلى عليهم } يعني القرآن { يخرون } يسقطون { للأذقان يبكون } من خشية العقاب { ويزيدهم خشوعاً } يزيدهم خضوعاً لأنَّ القوم عرفوا ما في كتبهم فلما عرفوا ما في القرآن ازدادوا إيماناً وخشوعاً .