Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 102-110)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي } أي كيف ظنوا { أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء } ، قيل : أراد عيسى والملائكة الذين يتخذونهم أولياء ينصرونهم كلا بل هم أعداؤهم تبرون منهم ، وقيل : هم الشياطين يوالونهم ويطيعونهم { إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلاً } ، قيل : مأوىً منزلاً { قل } يا محمد { هل أنبئكم } هل أخبركم { بالأخسرين أعمالاً } الآية نزلت في اليهود والنصارى ، وقيل : في الرهبان والقسيسين الذين حبسوا أنفسهم في الصوامع عن علي ( عليه السلام ) { الذين ضلّ سعيهم } ضاع عملهم في الحياة الدنيا { وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً } هم الرهبان عن علي ( عليه السلام ) ، أن يظنوا أنهم أحسنوا ولا شيء أعظم من أن يتصور الإِنسان أنه محق وهو في الحقيقة مبطل ، وهذه صفة المتبدعة والمقلدة الذين اتبعوا أئمة الضلال فيحسبون أنهم على شيء وعاقبتهم الهلاك ، ثم بيّن تعالى حالهم فقال : { أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه } أي جحدوا ثوابه وجزاءه والمراد القيامة لقاء جزائه { فحبطت أعمالهم } أي بطل جزاء أعمالهم { فلا نقيمُ لهم يوم القيامة وزناً } يعني لا قيمة له عند الله ولا كرامة ، وقيل : لا نقيم لأعمالهم وزناً لأنها تبطل ، وقيل : إنما يكون لأهل الحسنات والسيئات من الموحدين ، ولما تقدم الوعيد عقبه بذكر الوعد فقال سبحانه : { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات } ، قيل : الطاعات { كانت لهم } قيل : معناه تكون لهم ، وقيل : كان لهم في حكم الله وعلمه { كانت لهم جنات الفردوس } ، قيل : أعلا الجنة وأحسنها ، ومنها يتفجر أنهار الجنة وفوقها العرش في خبر مرفوع ، وقيل : ربوة الجنة وأوسطها وأرفعها ، وقيل : هو البستان الذي فيه الأعناب { نزلاً } ، قيل : منزلاً ، وقيل : منازلاً ذات نزل { خالدين فيها } دائمين { لا يبغون عنها حولاً } تحويلاً إلى مكان آخر { قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي } البحر اسم للجنس أعني جنس البحار ، المداد اسم ما يمدّ به الدواة وما يمدَّ به السراج من السليط ، ويقال : السماء مداد الأرض ، والمعنى لو كتبت كلمات علم الله وحكمه وكان البحر مداداً لها ، والبحر اسم لجنس البحار { لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدداً } لنفد أيضاً والكلمات غير نافدة ، وقيل : كلمات ما أعدّ لأهل الثواب وأوعد لأهل العقاب ، وقيل : مقدوراته وحكمه وعجائبه { قل } يا محمد { إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليَّ أَنَّما إلهكم إله واحد } لا شريك له في الإِلهية تعالى { فمن كان يرجو لقاء ربه } الآية نزلت في رجل جاء إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقال : إني أحب الجهاد وأحب أن يرى مكاني ، فأنزل الله هذه الآية ، وقيل : نزلت في جندب بن زهير كان يصلي ويصوم لقالة الناس لا يريد به وجه الله فنزلت الآية { فمن كان يرجوا لقاء ربه } جزاؤه وما وعد الله المؤمنين على التوحيد والتمسك بالشريعة ، وقيل : من كان يخاف الله لم يراه على معصية ، والرجاء يتضمن المعنيين الخوف والأمل ، قال الشاعر : @ فلا كل ما ترجو من الخير كائنٌ ولا كل ما ترجو من الشر واقع @@ وقوله : { فليعمل عملاً صالحاً } خالصاً ، وقيل : الصالح ما وافق الشرع وأمر الله به { ولا يشرك بعبادة ربه أحداً } ، قيل : لا يرائي بعبادة الله ، وقيل : الربا الشرك الأصغر ، وروي مرفوعاً ، ومن قرأ عند مضجعه : { قل إنما أنا بشر مثلكم } إلى آخر السورة كان له نوراً في مضجعه يتلألأ إلى مكة ، حشو ذلك النور ملائكة يصلّون عليه إلى أن يكتبه ، وإن كان مضجعه بمكة كان له نوراً يتلألأ من مضجعه إلى البيت المعمور ، حشو ذلك النور ملائكة يصلّون عليه حتى يستيقظ .