Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 13-18)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ نحن نقصّ عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى } { وربطنا على قلوبهم } أي شددنا عليها بالألطاف { إذ قاموا } بين يدي الجبار دقيانوس صرخوا بإبطال الشرك وأثبتوا التوحيد { فقالوا ربّنا ربُّ السموات والأرض لن ندعوا من دونه إلهاً لقد قلنا إذاً شططا } علواً في الكذب والبطلان { هؤلاء قومنا } يعني أهل بلدنا { اتخذوا من دونه } آلهة وهي الأصنام { لولا يأتون عليهم بسلطان بيّن } أي هلا يأتوا على ما وصفوا وعبدوا حجة واضحة { فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً } أي لا أحد أظلم ممن افترى فيضيف اليه ما لا يليق به { وإذ اعتزلتموهم } خطاب من بعضهم لبعض حين صممت عزيمتهم على الفرار بدينهم ، يعني وإذ اعتزلتموهم واعتزلهم معوذتهم ، قال في الحاكم : ويدل على أن الاعتزال اسم مدح لذلك وصفهم به وإذ اعتزلتموهم ، وفي قصة ابراهيم واعتزلكم { فأووا إلى الكهف } اجعلوه مسكناً ، وقيل : قالوا : ادخلوا الكهف كيلا يلحقكم الطلب ، وروي أنهم دخلوا وناموا للتعب الذي لحقهم { ينشر لكم ربكم من رحمته } أي يبسط عليكم من نعمته ، وقيل : خرجوا من غير زاد توكلاً على الله فكفاهم الله أمر المطعم والمشرب { ويهيّء لكم } أي يسهل لكم { مرفقاً } ترفقون به في معاشكم ، وقيل : رزقاً رغداً { وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال } يعني أنها تجوزهم منحرفة عنهم لا يقع عليهم منها شيء ، وقيل : ان الشمس تميل عنهم في طلوعها وغروبها مع أنهم في مكان واسع { ذلك من آيات الله } أي ما صنع بهم من ازورار الشمس وقرضها طالعة وغاربة إنه من آيات الله { من يهد الله فهو المهتد } ثنى عليهم بأنهم جاهدوا في الله وأسلموا له فلطف بهم وأعانهم ، وكذلك من اهتدى فإنه يهديه الى ثوابه وكرامته ومن يضلل عن نيل ثوابه وجنته فلا يكون له ولي ولا ناصر { وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود } منتبهين وهم نيام لكثرة تقليبهم { ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال } ، قيل : لهم تقليبتان في السنة ، وقيل : تقليبة واحدة في يوم عاشوراء ، وقيل : نقلبهم يميناً ويساراً ، وقيل : كانت أعينهم مفتوحة ، وينفسون ولا يتكلمون عن أبي علي ، وقيل : يقلبون مرة على الجنب الأيمن ومرة على الجنب الأيسر لئلا يؤذيهم { وكلبهم } ، قيل : كلب صاحبهم لونه أنمر ، وقيل : أصفر ، قيل : اسمه ريان ، وقيل : قطفير { باسط ذراعيه بالوصيد } الباب ، وقيل : عتبة الباب ، قوله تعالى : { لو اطلعت عليهم لولَّيت منهم فراراً ولملئت منهم رعباً } وهو الخوف الذي يرعب الصدور أي يملأه ، وذلك لما ألبسهم الله تعالى من الهيبة ، وقيل : طول أظفارهم وشعرهم .