Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 9-12)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم } حسبت ، قيل : ظننت ، وقيل : علمت أن أصحاب الكهف وقصتهم حين أووْا إلى الكهف وهو الغار وإبقاء حياتهم فيه مدة طويلة ، والرقيم : اسم كلبهم ، وقيل : لوح من رصاص رقمت فيه أسماؤهم وجعل على باب الكهف ، وقيل : الناس رقموا حديثهم ، وقيل : الجبل ، وقيل : الوادي ، وقيل … وبين عطفان وأيلة ، وقيل : الرقيم ثلاثة نفر حبسوا في غار فدعوا الله ففرّج عنهم ، واختلفوا في أصحاب الكهف ، قيل : كانوا قبل عيسى ، وقيل : كانوا بعد عيسى ، وقيل : كانوا قبل موسى لأنهم في التوراة وكان ملكهم يقال له : دقيانوس يعبد الأصنام ويدعو إليها ويقتل من خالفه فأخبر بمكانهم فدعاهم وأوعدهم وقال : إما أن تعبدوا آلهتنا أو أقتلكم ، فقال كبيرهم : إن لنا إلهاً ملء السموات والأرض عَظَمَتُهُ لن ندعو من دونه إلهاً لكن نعبده ونسأله النجاة وكل خير ، فقال كلهم مثل ما قال ، فأمر بنزع ثيابهم ويجلدوا فإن أطاعوا وإلا قتلوا ، وانطلق دقيانوس إلى مدينة أخرى { كانوا من آياتنا عجباً } ، قيل : معناه كانوا عجباً مع اني خلقت السموات والأرض وما بينهما ما هو أعجب ، وقيل : لا تعجب منهم فأمرك أعجب إذ أسري بك في ليلة من مكة إلى المسجد الأقصى { إذ أوى الفتية إلى الكهف } أي الغار ، وقيل : هم قوم هربوا بدينهم ، قيل : لما خافوا من يلحقهم { فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة } أي نعمة ينجوا من الكفار { وهيّء لنا من أمرنا رشداً } يعني دلّنا على أمر فيه نجاتنا ، وقيل : يهيّء في سائر أمورنا الخير والرشد سألوهم النجاة من الأعداء وكانوا متحيرين في الحق فأجاب الله دعاءهم وألقى النوم عليهم حتى كفّوا من المطعم والملبس { فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عدداً } ، قيل : جعلنا فيها ما يمنع من الادراك ، وقيل : سلطنا عليهم النوم سنين عدداً أي سنين معدودة { ثمّ بعثناهم } أيقظناهم من نومهم ، قوله تعالى : { لنعلم } لنظهر المعلوم فنعلمه موجوداً لأنه لا يعلم كذلك إلا بعد وجوده ، وقيل : لنعلم اختلاف الحزبين في مدة لبثهم وأيهم أعلم { أيُّ الحزبين } أي أهل الطائفتين من أهل ذلك الزمان ، وقيل : المؤمنين والكفار ، وقيل : أحد الحزبين أهل الكتاب عرفوا ذلك في كتبهم ، والحزب الثاني النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والمسلمون وقد أعلمهم الله ، وقيل : أن الملك دقيانوس لما غاب ائتمروا بينهم وعلموا أنه إن رجع يقتلهم فخرجوا ومعهم كلبٌ حتى أتوا الكهف ، وقيل : مروا بكلب فتبعهم فطردوه فقال : لا تخشوا جانبي أنا أحب أحباء الله نوموا حتى أحرسكم ، وروي أنهم مروا براعي له كلبٌ فتبعهم على دينهم ، وأووا إلى الكهف يصلّون ويعبدون الله فضرب الله على آذانهم في الكهف سنين عدداً ، وكلبهم باسط ذراعيه بباب الكهف ، ففقدهم دقيانوس فلم يجدهم وطلبهم حتى أخبر بمكانهم ، فأمر أن يسد عليهم الكهف فيكون لهم قبراً ، وكان مع دقيانوس رجلان مؤمنان فكتبا أسماءهم وقصّتهم في لوح من رصاص ، ومات دقيانوس وانقرضت قومه وقروناً بعدهم كثيرة ، وكان لبثهم ثلاثمائة وتسع سنين ينامون وينقلبون على أيمانهم وشمائلهم .