Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 1-8)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ الحمد لله } أمرٌ من الله على نعمه في الدين { الذي أنزل على عبده الكتاب } يعني محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { ولم يجعل له عوجاً } ، قيل : ملتبساً ، وقيل : مختلفاً حتى يكون بعضه حقاً وبعضه باطلاً … وبعضه محدثاً { قيماً } على سائر الكتب يصدقها وينفي الباطل عنها ، وقيل : جعله قيماً دائماً ، والقيّم : الذي لا تناقص فيه ولا فساد { لينذر بأساً شديداً } أي عذاباً شديداً لمن كفروا { ويبشر المؤمنين } المصدّقين { الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً حسناً ماكثين فيه أبداً } يعني الثواب الدائم ، وقيل : الأجر الحسن الجنة { وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولداً } ، قيل : هم قريش قالوا : الملائكة بنات الله ، وقالت النصارى : المسيح ابن الله { كبرت كلمة } عظمت هذه الكلمة عند الله { تخرج من أفواههم } { فلعلك } يا محمد { باخع نفسك } أي مهلك نفسك غيظاً وحسرة { على آثارهم } أي بعد موتهم ، وقيل : على الدين ، وقيل : باخع نفسك قائل على آثارهم على أدبارهم عنك وتكذيبهم إياك { إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً } يعني القرآن أسفاً حزناً ، وقيل : غيظاً { إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها } أي حلية قيل : هي الأشجار والأنهار ، وقيل : الذهب والفضة والأواني والدواب والمواشي وسائر ما ينتفع به ، وقيل : أراد به الرجال خاصة { لنبلوهم } أي نعاملهم معاملة المبتلي والابتلاء والامتحان والاختيار نظائر ، وقيل : الابتلاء فيه أن يستعمل تلك الزينة في طاعته دون معاصيه { أيهم أحسن عملاً } يعني يكون الجزاء على قدر الأعمال { وإنا لجاعلون ما عليها صعيداً جرزاً } يعني مخربون الأرض بعد عمارتها { صعيداً } تراباً ، وقيل : الصعيد وجه الأرض ، وقيل : الأرض المستوية ، والجرز : اليابس الذي لا ينبت فيه ، وقيل : الأرض المحصودة مما كان عليها .