Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 25-28)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً } { قل الله أعلم بما لبثوا } ، قيل : بيّن مقدار لبثهم ثم قال : ان جاءك أهل الكتاب فقل الله أعلم بما لبثوا فوجب الرجوع إلى غيره ، وقيل : الله أعلم بما لبثوا إلى الوقت الذي نزل القرآن فيه ، وقيل : الله أعلم بما لبثوا إلى أن ماتوا { له غيب السماوات والأرض } يعني أنه عالم الغيب { أبصر به وأسمع } ، قيل : معناه ما أسمعه للمسموعات وأبصره للمُبصرات فلا يخفى عليه شيء من ذلك { أبصر به وأسمع } يعني لا يستعين به وقيل : { لا يشرك في حكمه أحداً } منهم ، يعني أحداً في خلقه والانعام عليهم ، وقيل : أراد الأوثان لم يشركهم في الإِلهية { ولن تجد من دونه ملتحداً } ، قيل : ملجأ { واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم } الآية نزلت في سلمان وأبي ذر وصهيب وعمر وغيرهم من فقراء المسلمين وذلك أن قوماً من فقراء الكفر قالوا لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " أجلسنا في صدر الملجلس ، واطرد عنا هؤلاء وأرواح جباتهم وكانت جباتهم من صوف جلسنا اليك فإنا ان نسلم تسلم الناس من بعدنا ، والله ما يمنعنا إلا هؤلاء فنزلت ، وقيل : نزلت في أهل الصفة فلما نزلت الآية قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " الحمد لله الذي جعل من أمتي من أمرت أن أصبر نفسي معهم " { بالغداة والعشي } دائبين على الدعاء في كل وقت ، وقيل : أراد صلاة الفجر والعصر { يريدون وجهه } أي عظمته ورضاه { ولا تعد عيناك عنهم } أي أقبل اليهم ولا تنحاز عيناك عن هؤلاء المؤمنين ولا تبصر هؤلاء المشركين { تريد زينة الحياة الدنيا } ، قيل : مجالسة الأشراف ، وقيل : هو نهي للتعرض بهذه الحالة لا حكم بأنه أراد زينة الحياة وذلك إكرام من الله تعالى للمؤمنين بأن أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يختارهم { ولا تطع من أغفلنا قلبه } صادفنا قلبه غافلاً ، وقيل : نسبناه إلى الغفلة وحكمنا عليه بذلك ، وقد أبطل الله توهم المحبرة بقوله : { واتَّبع هواه } ، قيل : هو أميَّة بن خلف المخزومي ، وقيل : عام في جميع الكفار نهاه عن اتباع مرادهم ، واتبع هواه أي لم يتبع الحق { وكان أمره فرطاً } ، قيل : مخالفاً للحق ، وقيل : مسرفاً .