Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 1-6)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ كهيعص } ، قيل : اسم السورة عن الحسن ، وقيل : إسم من أسماء الله ، وعن علي ( عليه السلام ) أنه كان يقول : " يا كهيعص " وقيل : هو من أسماء الله تعالى فالكاف من كافي وكريم ، والهاء من هادي ، والياء من رحيم وحكيم ، والعين من عليم وعظيم ، والصاد من صادق { ذكر رحمة ربك } أي هذا المتلوّ من القرآن { ذكر رحمة ربك عبده زكريا } وإنما قدم رحمة لأن الذكر سبب الرحمة ، وقيل : ذكره لمحمد وأمته أخبار زكريا ليعلموا شأنه ، والرحمة النعمة ، وقيل : زكريا نفسه رحمة من الله على المؤمنين من حيث دعاهم واقتدوا به { إذ نادى ربه } أي دعاه في محرابه { نداء خفيَّاً } قيل : سراً ، وقيل : أخفاه عن قومه لأنه أقرب إلى الإِجابة لأنه أفضل ، ثم بيَّن تعالى ما دعا به فقال : { رب } أي يا رب { إني وهن العظم مني } أي ضعف لأنه عمود البدن وبه قوامه ولأنه أشد ما فيه وأصلبه ، فإذا وهن كان ما وراءه أوهن ، واختلف في سن زكريا ( عليه السلام ) فقيل : ستون ، وقيل : خمس وستون ، وقيل : سبعون ، وقيل : خمس وسبعون ، وقيل : خمس وثمانون { واشتعل الرأس شيباً } ، قيل : عمّ الشيب وقرب الموت ، شبّه الموت بشواظ النار في بياضه { ولم أكن بدعائك رب شقيَّاً } ، قيل : عوّدتني الإِجابة لدعائي فيما مضى وما خيَّبتني فأجبني إذا دعوتك ، وذلك أنه توسل إلى الله بما سلف من الإِستجابة ، وعن بعضهم أن محتاجاً سأله وقال : أنا الذي أحسنت إليَّ وقت كذا ، وقال : مرحباً بمن توسل بنا إلينا وقضى حاجته { وإني خفت الموالي من ورائي } من بعدي يعني خشيت على الدين أن يبدّلوه ويغيروه ، وقيل : أن يرث علمي من لا يكون من نسلي ، وقيل : أراد بالموالي العصبة { وكانت امرأتي عاقراً } لا تلد { فهب لي من لدنك وليَّاً } أي ولداً يكون لي ناصراً على القيام لحفظ الدين في حياتي { يرثني ويرث من آل يعقوب } العلم والنبوة والدين ، قيل : هو يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم ، وقيل : يعقوب بن ماثان أخو زكريا ( عليه السلام ) ، وقيل : يعقوب هذا وأبو مريم ثم عمران أخوان من نسل سليمان بن داوود { واجعله رب رضيَّاً } ، قيل : نبياً ، وقيل : صالحاً ، وعن علي ( عليه السلام ) : " ويرث من آل يعقوب أي يرتقي " وكان زكريا ( عليه السلام ) من نسل يعقوب بن اسحاق .