Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 106-110)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ما ننسخ من آية أو ننسها } روي ان المشركين قالوا : ألا ترون الى محمد يأمر اصحابه بأمر ثم ينهاهم عنه ويأتي بخلافه من تلقاء نفسه ، فنزلت الآية ، ونسخ الآية ازالتها بانزال اخرى مكانها ، وهو أن يأمر جبريل أن يجعلها منسوخة بالاعلام . { بخير منها } للعباد أي بآية العمل بها اكثر للثواب { أو مثلها } في ذلك ، واجماع المسلمين على ان في القرآن ناسخاً ومنسوخاً ، والكلام فيه يطول . والمعهود انه يأتي على ثلاثة أوجه : احدها : ما نُسِخَ حكمه وبقي لفظه وهو كثير في القرآن ، وقد قيل ان آية السيف وهي قوله تعالى : { اقتلوا المشركين } [ التوبة : 5 ] الى آخرها ، نسخت كذا آية قيل : مائة وأربعة وعشرين آية . الثاني : ما نُسِخَ لفظه وبقي حكمه ، وذلك ما روي عن عمر أنه قال : الشيخ والشيخة اذا زنيَا فارجموهما البتَّة بما قضيا من اللذة نكالاً من الله والله تعالى عزيز حكيم . روي ايضاً : انه كان في القرآن لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى لهما ثالثاً ، ولا على خوف ابن آدم الا التراب ويتوب الله على من تاب . والثالث : ما نسخ لفظه وحكمه والله اعلم . والنسخ برفعك لشيء قد كان يلزم العمل به من قول العرب : نسخت الشمس الظل ، أي أزالته وقرأ ابن كثير وابو عمرو أو ننساؤها بالفتح والهمزة ، ومعنى ننسها نذهبها من قلبك من النسيان ، ومن همزها فمعناه نؤخرها ولا ننسخها ، وقيل : ما ننسخ من آية من اللوح المحفوظ للانزال عليك ، أو نؤخر انزالها ، { نأت بخير منها } ذكره في الغرائب . { له ملك السموات والارض } فهو يملك امرهم . { أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئِل موسى } الآية : نزلت في عبد الله بن أُميّة المخزومي ، وفي رهط من قريش قالوا : يا محمد اجعل لنا الصفا ذهباً ، ووسع لنا ارض مكة ، وفجر الانهار تفجيراً نؤمن لك ، فنزلت الآية { كما سئِل موسى } سأله قومه فقالوا : { أرنا الله جهرةً } [ النساء : 153 ] وقيل : انهم يا محمد آتينا بكتاب من السماء جملة واحدة ، كما نزلت التوراة نؤمن بك . { ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم } الآية : نزلت في حيي بن أخطب واخيه ياسر دخلا على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حين قدم المدينة ، فلما خرجا من عنده قال حيي لأخيه أهو نبي ؟ قال : هو نبي ، قال : فما له عندك ؟ قال : العداوة الى الموت ، وهو الذي أثار الحرب يوم الأحزاب عن ابن عباس ، وقيل " في قوم من اليهود قالوا لعمار وحذيفة بعد يوم أُحُد : لو كان دين محمد حقاً ما اصابه هذا فارجعا الى ديننا ، فقال عمار : رضيت بالله رباً وبمحمدٍ نبياً ، وبالإسلام ديناً ، وبالقرآن اماماً ، وبالكعبة قبلة ، وبالمؤمنين اخواناً ، وقيل : هو حذيفة الذي قال ذلك ، ثم آتيا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأخبراه بذلك ، فقال : أصبتما الخير " ، فنزلت الآية . { حتى يأتي الله بأمره } الذي هو قتل بني قريظة ، واجلاء بني النضير واذلالهم بضرب الجزية عليهم .