Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 111-116)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً او نصارى } لأن اليهود قالوا : لن يدخل الجنة الا من كان على دين اليهوديَّة ، وقالت النصارى : لن يدخل الجنة الا من كان على دين النصرانيِّة { تلك أمانيهم } قيل : أباطيلهم ، وقيل : شهواتهم التي اشتهوها وتمنوها على الله تعالى { قل هاتوا برهانكم } اي حجتكم على ذلك ، ثم قال رداً عليهم وتكذيباً لهم : { بلى } اي ليس الامر كما قالوا : { من أسلم وجهه لله } قيل : نفسه بأن سلك طريق مرضاتِه ، وقيل : وجهه لطاعته ، وقيل : اخلص امره الى الله وهو محسن في عمله فله اجره الذي يستوجبه . { وقالت اليهود ليست النصارى على شيء } الآية وقوله : { وهم يتلون الكتاب } الواو للحال ، والكتاب للجنس ، أي قالوا ذلك وحالهم انهم من اهل العلم والتلاوة للكتب ، وحق من حمل التوراة أو غيرها من كتب الله تعالى ان لا يكفر بالثاني لان كل واحد من الكتابين مصدق للثاني وشاهد بصحته ، وكذلك كتب الله تعالى جميعاً متواردة في تصديق بعضها بعضاً . { كذلك قال الذين } أي مثل ذلك الذي سمعت به عن ذلك المنهاج قال الجهلة الذين { لا يعلمون } ولا كتاب لهم كعبدة الأوثان ، روي ان وفد نجران لما قدموا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أتاهم أحبار اليهود فناظروا حتى ارتفعت أصواتهم فقالت اليهود : ما انتم على شيء من الدين وكفروا بعيسى والانجيل ، وقالت النصارى لهم نحوه : وكفروا بموسى والتوراة . { فالله يحكم بينهم } اي بين اليهود والنصارى { يوم القيامة } بالقسم لكل فريق منهم من العذاب الذي يستحقه ، وعن الحسن : حكم الله بينهم ان يكذبهم ويدخلهم النار . { ومن أظلم ممن منع مساجد الله } الآية نزلت في بخت نصَّر وأصحابه غَزُوا اليهود ، وخربوا بيت المقدس ، وأعانهم على ذلك النصارى ، وقيل : هم قريش منعوا النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) واصحابه البيت ، واخرجوهم من مكة . { وسعى في خرابها } بانقطاع الذكر وتخريب البنيان وينبغي ان يراد ممن منع العموم كما أراد بمساجد الله ، ولا يراد بأعيانهم من اولئك النصارى او المشركين . { أولئك } المانعون { ما كان لهم أن يدخلوها } اي ما كان ينبغي لهم ان يدخلوا مساجد الله { إلا خائفين } والمعنى ما كان الحق والواجب الا ذلك لولا ظلم الكفرة وغيرهم ، وقيل : ما كان لهم في حكم الله تعالى يعني ان الله تعالى قد حكم وكتب في اللوح انه ينصر المؤمنين ، ويقويهم حتى لا يدخلوها الا خائفين ، وروي ان بيت المقدس لا يدخله أحد من النصارى الا متنكراً مسارقة ، وقال قتادة : لا يوجد نصراني في بيت المقدس الا أُبلغَ اليه في العقوبة ضرباً ، وقيل : نادى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " ألا لا يحجنَّ بعد هذا العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان " قوله تعالى : { ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله } اي فثم القبلة التي أمر الله بالتوجه اليها فَعُبّر عن القبلة بلفظ الوجه ، وقيل : هناك الله فادعوا كيف شئتم ، وقيل : هناك رضوان الله ، وسبب نزول الآية ان جماعة من اصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اصابهم ظلمه في بعض أسفارهم فصلوا فلما اصبحوا نظروا فاذا هم صلوا الى غير قبلةٍ ، وقيل : نزلت ردّاً على المشبهَة فيما ذهبوا اليه في اعتقادهم ان الله تعالى في جهة دون جهة . { وقالوا اتخذ الله ولداً } الآية نزلت في اليهود حيث قالوا : عزير ابن الله ، وفي نصارى نجران حيث قالوا عيسى ابن الله تعالى .