Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 144-150)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره } يعني اينما كنتم من مشارق الارض ومغاربها فولوا وجوهكم شطره يعني جهته ، وقيل : بعضه { وإن الذين أوتوا الكتاب ليلعمون أنه الحق من ربهم } يعني اليهود اهل التوراة والانجيل انه الحق ، قيل : التوجه الى الكعبة حق لانها قبلة ابراهيم ( عليه السلام ) ، وقيل : النبي حق ودينَه حق لأنه مذكور في كتبهم ، روي ان يهود المدينة ونصارى نجران قالوا لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ائتنا بآية كما اتى الانبياء قبلك ، فأنزل الله تعالى : { ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية } يعني بكل برهان { ما تبعوا قبلتك } لان تركهم اتباعك ليس عن شبهَة انما هو عن مكابرة وعناد { وما أنت بتابع قبلتهم } حَسمٌ لأطماعهم لأنهم كانوا يقولون لو ثبت على قبلتنا لكنا نرجو ان يكون صاحبنا { وما بعضهم بتابع قبلة بعض } يعني أنهم مع اتفاقهم على مخالفتك مختلفون وذلك ان اليهود تستقبل بيت المقدس والنصارى مطلع الشمس { ولئن اتبعت أهواءهم } يا محمد في المداراة حرصاً على ان يؤمنوا { إنك إذاً لمن الظالمين } لنفسك اي قد علمت انهم لا يؤمنون ، وقيل : الخطاب للنبي والمراد كل من كان بتلك { الذين آتيناهم الكتاب } الآية نزلت في عبد الله بن سلام ، قال له عمر : كيف تعرف نبينا محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ قال : يا عمر لقد عرفته فيكم حين رأيته كما أعرف ابني اذا رأيته مع الصبيان يلعب وانه لنبي حق { فاستبقوا الخيرات } يعني امر القبلة وغيرها من الطاعات { ومن حيث خرجت } اي ومن اي بلد خرجت للسفر { فول وجهَك شطر المسجد الحرام } اذا صليت وهذا التكرار لتأكيد امر القبلة وتشديده ، وقيل : الاولى في مسجد المدينة ، والثانية خارج المسجد ، والثالثة خارج البلد { إلا الذين ظلموا منهم } وهم اهل مكة حين قالوا : بدا له فرجع الى قبلة آبائه وهو اهله رجع الى دينهم ، وقيل : هم اليهود قالوا لما انحرف الى الكعبة قالوا : ما هو يعمل الا برأيه وهم يعلمون انه حق { فلا تخشوهم } فلا تخافوا مطاوعتهم في ملتهم فانهم لا يضروكم مطامعهم { واخشوني } فلا تخالفوا أمري { ولأتم نعمتي عليكم } في الآخرة بالثواب كما أتممتها عليكم في الدنيا بارسال الرسل ، وفي الحديث : " تمام النعمة دخول الجنة " وعن علي ( عليه السلام ) : " تمام النعمة الموت على الإسلام " .