Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 190-196)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وقاتلوا في سبيل الله } قيل : هي اول آية نزلت في القتال { ولا تعتدوا } فتبدأوا بالقتال ، وقيل : لا تقتلوا النساء والصبيان ، وقيل : الآية منسوخة بما في براءة ، وقيل : بالآية الثانية وهي قوله تعالى : { واقتلوهم } ، { والفتنة أشدّ من القتل } قيل : البلاء والمحن التي تنزل بالإنسان أشد عليه من القتل ، وقيل : الشرك أعظم من القتل في الحرم { ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام } الآية تدل على المنع من الابتداء بالقتال في الحرم وانهم اذا بدأُوا جاز بعد ذلك ، وقيل : الآية منسوخة بقوله تعالى : { وقاتلوهم } وهي غير منسوخة { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة } اي شرك { ويكون الدين لله } خالصاً ليس للشيطان فيه نصيب { فان انتهوا } من الشرك فلا تعتدوا على المنتهيين { الشهر الحرام بالشهر الحرام } أي هذا الشهر الحرام بذلك الشهر وهتكه بهتكه يعني تهتكون حرمته عليهم كما هتكوا حرمته عليكم وهو ذو القعدة قبائلهم المشركون عام الحديبيَّة وهو ذو القعدة { والحرمات قصاص } يعني كل حرمة اي حرمة كانت اقتص منه ، وقيل : القتال بالشهر الحرام بالقتال في الشهر الحرام ، وقيل : حرمة الشهر وحرمة البلد وحرمة الاحرام قصاص يعني قضاء عما فات واكد ذلك بقوله تعالى : { فمن اعتدى عليكم } الآية { ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة } قيل : بالبخل ، وقيل : بارتكاب المعاصي ، وقيل : بترك الانفاق في سبيل الله ولهذا عقبه بقوله تعالى : { واحسنوا ان الله يحب المحسنين واتموا الحج والعمرة لله } أَتَوا بهما تامَّين كاملين بمناسكهما وشرائطهما لوجه الله تعالى { ولا تحلقوا رؤوسكم } خطاب للمحضرين اي لا تحلقوا حتى تعلموا ان الهَدي الذي بعثتموه الى الحرم قد بلغ الى محله أي مكانه الذي نحر فيه { فمن كان منكم مريضاً } أي فمن كان به مرض يحوجه الى الحلق { او به اذى من رأسه } وهو القتل أو الجراحة فعليه اذا حلق فدية من صيام ثلاثة ايام { او صدقة } على ستة مساكين كل مسكين نصف صاع { او نسك } وهو شاة { فاذا أمنتم } الاحصار يعني فاذا لم تحصروا وكنتم في حال سعة { فمن تمتع } اي استمتع { بالعمرة الى وقت الحج } انتفاعه بالتقرب بها الى الله تعالى { فما استيسر من الهدي } هو هَدي المتعة وهو نسك { فمن لم يجد } الهدي فعليه { صيام ثلاثة ايام في الحج وسبعة اذا رجعتم } بمعنى اذا قدمتم وفرغتم من اعمال الحج ، عند أبي حنيفة وعند الشافعي هو الرجوع الى اهاليهم ذلك اشارة الى التمتع عند أبي حَنيفَة واصحابه المتعة ولا قران لـ { حاضري المسجد الحرام } وعند الشافعي اشارة الى الحكم الذي هو وجوب الهدي والصوم .