Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 215-220)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { يسألونك ماذا ينفقون } الآية نزلت في عمرو بن الجموح وكان شيخاً كبيراً ذا مال كثير فقال : يا رسول الله بماذا أتصدق وعلى من أنفق ؟ وقيل : ان الآية وردت في التطوع وهو قول الأكثر ، وقيل : الآية وردت في الزكاة فنسخت ببيان مصارف الزكاة ، وقيل : هي عامة في التطوع والزكاة فهي في الوالدين تطوع وفي من عداهم زكاة { وما تفعلوا من خير } أي من عمل بر يقربكم الى الله تعالى { فان الله بذلك عليم } يجزيكم عليه { كتب عليكم القتال وهو كره لكم } كتب بمعنى فرض القتال أي الجهاد { وهو كره لكم } أي شاق عليكم { وعسى } يعني قد { تكرهوا شيئاً وهو خير لكم } لأنكم بين الخشيَتين اما الغلبة والغنيمة او الجنة { وعسى ان تحبوا شيئاً وهو شر لكم } اي قد تحبوا شيئاً وهو شر لكم وهو القعود عن الجهاد بمحبة الحياة ، قوله تعالى : { يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير } الآية نزلت في قتل عمرو بن الحضرمي مشركاً وذلك ان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعث عبدالله بن جحش وجماعة من المهاجرين الى بطن نخلة بين مكة والطائف فأخذوا عيراً وقتلوا ابن الحضرمي وجاؤوا بالعير والأسرى الى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في اول رجب فعيَّرهم المشركون بانهم استحلوا الشهر الحرام فانزل الله تعالى هذه الآية : { وكفر به } وكفرهم بالله { واخراج } أهل المسجد الحرام وهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والمؤمنون { أكبر عند الله } مما فعلته السرية { والفتنة } اي الكفر ، وقيل : الاخراج { اكبر من القتل } يعني في الشهر الحرام { ان الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله } نزلت في عبدالله بن جحش وأصحابه على ما تقدم قاتلوا في رجب ، قوله تعالى : { يسألونك عن الخمر والميسر } قيل : نزلت الآية في عمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل ونفر من الانصار جاؤوا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقالوا : افتنا في الخمر والميسر فانهما مذهبةٌ للعقل مسلبة للمال ، فأنزل الله تعالى الآية ، والميسر هو القمار { قل فيهما إثمٌ كبيرٌ } وزرٌ عظيمٌ { ومنافع للناس } من اللذة بشربها وفي القمار ما يصيبُون من الأموال من غير نصب ولا نكد ، وقيل : منافع للناس التجارة { ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو } قيل : هو الفضل عن النفس والعيال ليكون عن ظهر غنى ، وقيل : الوسط من غير سرف ، وقيل : الصدقة المفروضة { يبيّن الله لكم الآيات } يعني أمر النفقة والخمر والميسر { ويسألونك عن اليتامى } ، قيل : كانت العرب في الجاهليَّة يعظمون شأن اليَتيم ويشدّدُون في أمره فلما جاء الإسلام سألوا عن ذلك فنزلت الآية ، وقيل : لما نزل قوله تعالى : { ولا تقربوا مال اليتيم } [ الإسراء : 34 ] وقوله تعالى : { ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلماً } [ النساء : 10 ] اجتنبوا مخالطتهم في كل شيء وكانوا لا يواكلونهم فاشتد عليهم فسألوا عنه فنزلت الآية ، قيل : يسألونك عن أموالهم ، وقيل : عن القيام عليهم لأن السؤال لم يقع على أشخاصهم { قل } يا محمد { اصلاح لهم خير وان تخالطوهم } المخاطب ولي اليتيم يعني اصلاح لأموالهم بغير غوص ، وقيل : إصلاحهم بتأديبهم وتقريبهم مثل ما يفعله بولده ، وقيل : أتشاركونهم في أموالهم ونفقاتهم { والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم } يعني كما وسع عليكم بهذه الرخصة لو شاء شدَّد عليكم وضيّق .