Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 212-214)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ زين للذين كفروا الحياة الدنيا } نزلت في أبي جهل وأصحابه كانوا يتنعمون في نعيم الدنيا { ويسخرون من الذين آمنوا } كابن مسعود وعمّار وبلال وصهيب وخباب ويقولون : لو كان محمد نبياً لاتبعه أشرافنا وما تبعه إلا الفقراء ، وقيل : نزلت في عبد الله بن أُبي واصحابه المنافقين ، وقيل : نزلت في رؤساء اليهود ، قال جارالله : المزين هو الشيطان زيَّن لهم الدنيا وحسَّنها في أعينهم بوساوسه وحبّبها إليهم ويجوز أن يكون الله قد زينها لهم حتى احبوها { والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة } لأنهم في عليين في السماء وهم في سجّين تحت الأرض او حالهم عالية لأنهم في كرامة وهم في هوان { والله يزرق من يشاء بغير حساب } قال جارالله يعني : انه يوسع على من يُوجب الحكمة التوسع عليه كما وسع على قارون وغيره فهذه التوسعة عليكم من جهة الله تعالى ولو كانت كرامة لكان أولياؤه المؤمنون أحق بها منكم ، وقال الحاكم : قوله : { بغير حساب } يريد ما يشاء ، وقيل : بغير حساب لأنه دائم لا نهاية له ، وقيل : بغير حساب يعني كثيراً لأن ما دخله الحساب فهو قليل ، وقيل : بغير حساب الأعمال بل أضعافاً مضاعفة بقدر الاستحقاق { كان الناس أُمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين } الآية ، قيل : أهل ملّة واحدة على دين واحد وهو الكفر ، عن ابن عباس وهو الوجَه لان قوله تعالى : { فبعث الله النبيين } لا يليق إلا بذلك ، وقيل : كانوا على الحق ، وظاهر الآية أنهم كانوا أُمة واحدة وليس فيها أنهم كانوا على الإيمان أو الكفر فهو موقوف على الدَّليل واختلفوا متى كانت هذه الأمَّة فقيل : بعد وفاة آدم ( عليه السلام ) الى زمان نوح ( عليه السلام ) كانوا كفاراً ، وقيل : من وقت آدم إلى نوح كانوا مؤمنين واختلفوا في وقته ، { أم حسبتم ان تدخلوا الجنة } قيل : معناه صفتهم بقوله تعالى : { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة } ولما تُمتَحَنوا بالجهاد والصبر عليه كما امتحن الذين من قبلكم فصبروا عليه ولا يحصل الثواب والجنة والكرامة الا بطريقة الامتحان والصبر عليه والآية نزلت يوم الخندق ، وقيل : نزلت في حرب أُحد لما قال عبدالله بن أُبي لأصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : علام تقتلون أنفسكم وتمنون الباطل لو كان محمد نبياً لما سلط الله عليه القتل والأسر ، قال جارالله : { حتى يقول الرسول } الى الغاية التي قال الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومن { معه متى نصر الله } أي بلغوا الضجر ولم يبق لهم صبرٌ حتى قالوا ذلك ، ومعناه طلب النصر وتمنيه واستطالت زمان الشدة فلم يبق لهم صبرٌ حتى ضجُّوا { الا ان نصر الله قريب } على ارادة القول ، يعني فقيل لهم اجابة لهم الى طلبهم من عاجل النصرة .