Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 259-264)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أو كالذي مر على قرية } الآية معناه أرأيت مثل الذي كان كافراً بالبعث وهو الظاهر لانتظامه مع نمرود و بقوله { أنّى يحي هذه الله بعد موتها } قيل : هو عزير ، وقيل : الخضر اراد أن يعاين احياء الموتى لتزداد بصيرته والقريَة بيت المقدس حين خربه بخت نصَّر ، وقيل : هي التي خرج منها الالوف { خاوية على عروشها } قيل : ساقطة ، وعروشها سقوفها ، أي سقطت السقوف ثم سقطت عليها الجدر ، وقيل : عروشها أبنيتها من قوله : { يعرشون } قوله تعالى : { لبثت يوماً أو بعض يوم } نام اول النهار ثم احياه الله تعالى اخر النهار بعد المئَة فقال : { لبثت يوماً } ثم التفت فرآى بقية الشمس فقال : { أو بعض يوم فانظر إلى طعامك } روي ان طعامه كان تيناً وعنباً وشرابَه عصيراً ولبناً فوجده على حاله { لم يتسنَّه } لم يتغير { وانظر إلى حمارك } كان معه حمار فهلك وبليتْ عظامَهُ ، وقيل : كان حماره مربوطاً فقام وهو حي كما كان وذلك من أعظم الآيات ان يُعَيّشَهُ الله مائة عام من غير علف ولا ماء ، وقد قيل : انه أتى قومه راكباً حماره فقال : أنا عزير فكذبوه فقال : هاتُوا التوراة فأخذها يهذهَا هذاً عن ظهر قلبه وهم ينظرون في الكتاب فما حرم حرفاً فقالوا : هذا ابن الله ، وقيل : رجع الى منزله فرأى اولاده شيوخاً وهو شاب فاذا حدثهم بحديث : قالوا حديث مائة سنَة [ ولم احداً قرأ ] التوراة ظاهراً قبل عزير فذلك كونه آية { وانظر الى العظام } هي عظام الحمار ، وقيل : عظام الموتى الذي تعجب من احيائهم { كيف ننشزها } كيف نحييها وقرأ ننشرها من نشر الله الموتى اذا احياهم . { وإذ قال إبراهيم رب أرني } من رؤية العين { ولكن ليطمئن قلبي } ليزداد سكوناً ويقيناً وطمأنينة واختلفوا في سبب سؤال ابراهيم هذا على أقوال : قيل : احب ان يعلم ذلك علم عيان دون علم استدلال ، وقيل : سأل عن قومه وان اضاف السؤال إلى نفسه كما فعل موسى في سؤال الرؤية ، وقيل : بشَّر الملك ابراهيم بأن الله اتخذه خليلاً والله يجيبُ دعوته ويحي الموتى بدعائه ، قوله تعالى : { فخذ أربعة من الطير } قيل : طاووس وديكاً وغراباً وحمامة { فصرهن إليك } أي قطعهن ، وقيل : بالضم املهن اليك وبالكسر قطعهن ، وقيل : المراد بالآية قطعهن وهو قوله الاكثر لان إبراهيم ( عليه السلام ) قطع أعضاءها ولحمها وريشها ودمها وخلط بعضها ببعض { ثم اجعل على كل جبل منهن جزءاً } قيل : على اربعة جبال ، وقيل : سبعة ، وقيل : تسعة جبال ففعل ذلك إبراهيم وأمسك رؤوسهم عنده ثم دعاهن فذلك قوله تعالى : { ثم ادعهن } وقل لهن : تعالين بإذن الله تعالى فجعل أمر الطير يطير بعضها إلى بعض ثم أتته { سعياً } على أرجلهن ويلقى كل طائر رأسه فذلك قوله تعالى : { يأتينك سعياً } يعني ساعيات مسرعات { مثل الذين ينفقون } الآية يعني مثلهم { كمثل } باذر { حبة } والمنبت هو الله تعالى ولكن الحبَّة لما كانت سبباً اسند إليها النبات كما يسند إلى الأرض وإلى الماء ومعنى انباتها { سبع سنابل } يخرج ساقها يبدو فيها سبع لكل واحدة سنبلة وهذا موجود في الدخن والذرة ، قوله تعالى : { في سبيل الله } يعني دينه اراد النفقة في الجهاد ، وقيل : في جميع أبواب البر ويدخل فيه الواجب يعني ان النفقة في سبيل الله بسبع مائة ضعف والله يضاعف لمن يستوجب ذلك ، قوله تعالى : { الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله } نزلت الآية في عبد الرحمن تصدق بنصف ماله اربعة آلاف دينار { ثم لا يتبعون ما أنفقوا منّاً ولا أذىً } وهو ان يذكر نعمته عليه بما ينقصه ، وقيل : يمن على الناس بنفقته ، قوله تعالى : { ولا أذىً } يعني ما يؤذي به الفقير ، قوله تعالى : { قول معروف } أي رد جميل { ومغفرة } عفو عن السائل اذا وجد منه ما يثقل على المسؤول ، وقيل : المغفرة بالعفو عن ظالمه { كالذي ينفق ماله رئاء الناس } أي لا تبطلوا صدقاتكم كإبطال المنافق الذي ينفق ماله رئاء الناس لا يريد بها رضاء الله وثواب الآخرة { فمثله كمثل صفوان } أي مثله ونفقته بصفوان حجر أملس { عليه تراب فأصابه وابل } مطر عظيم القطر { فتركه صلداً } أي أجرداً نقياً من التراب الذي كان عليه { لا يقدرون على شيء } ممن ثابه { مما كسبوا } حيث أعطوه بالرياء ، وقيل : هو قوله تعالى : { فجعلناه هباءً منثوراً } [ الفرقان : 23 ] .