Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 265-268)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله } أي طلباً لرضائه { وتثبيتاً من أنفسهم } لقوة اليقين والبصيرة في الدين ومعناه وتثبتوا منها ببذل المال الذي هو شقيق الروح وبذله أشق شيء على النفس { كمثل جنةٍ } وهو البستان { بربوةٍ } بمكان مرتفع مستوي تجري فيه الانهار وخص ذلك لأن نبتها أحسن { أصابها وابلٌ } أي مطر عظيم القطر { فأتت أُكلها ضعفين } أي مثلين ، وقيل : أربعة أمثاله { فإن لم يصبها وابل فطل } أي مطر صغير القطر يكفيها ، وقيل : هو النداوهة أمثل لعمل المؤمن يعني كما ان الجنة تروح في كل حال قل المطر أو كثر كذلك يضعف الله ثواب صدقة المؤمن قلّت نفقته أو كثرت { أيود أحدكم } أي أيحب أحدكم ويريد ويتمنى جنة بستان { تجري من تحتها الأنهار } يعني المياه الجارية من تحت الاشجار ، وقيل : من تحت الأبنية { له فيها من كل الثمرات } من جميع أنواعها { وأصابه الكبر } أي الشيب { وله ذرية ضعفاء } أولاد صغار عجزة { فأصابها } أي الجنة وما فيها { إعصارٌ فيه نار } أي ريح شديدة فيها نار ، وقيل : هي السموم المحرقة للثمار { فاحترقت } هي وما فيها وبقي هو وهم فقراء عجزة محتاجون متحيرون لا يقدرون على شيء هذا مثل للمرائي في النفقة انه ينقطع عنه احوجُ ما يكون إليه ، وقيل : هو مثل للمفرط في الطاعة بملاذ الدنيا ، وقيل : مثل للمؤمن يختم عمله بفساد ، وقيل : هو مثل لمن يعمل الأعمال الحسنة لا يبتغي بها وجه الله تعالى فاذا كان يوم القيامة وجدها محبطة فيتحسر عند ذلك من كانت له جنة من أبهى الجنان وأجمعها للثمار ، وعن عمر انه سأل عنها أصحابه فقالوا : الله أعلم ، فغضب وقال : قولوا : نعلم أو لا نعلم ، فقال ابن عباس : منها شيء في نفسي ، فقال : قل يابن أخي ولا تحقرن نفسك ، قال : ضرب مثلاً لعملٍ قال : لأي عمل ؟ قال : لرجل غني يعمل الحسنات ثم انه عمل المعاصِي حتى اغرق عمله كله ، قوله تعالى : { يأيها الذين آمنوا أنفقوا } الآية نزلت في الأنصار وكانوا يأتون بتمر الصدقة يضعونه في المسجد ليأكل منها فقراء المسلمين المهاجرين وكان بعضهم يأتي بالحضون فيدخله فيه ، وقيل : كان بعضهم يتصدق بشرار تمرة { ولستم بآخذيه } أي أنكم لا تأخذونه في حقوقكم { إلا أن تغمضوا فيه } يعني الا ان تسامحوا فيه وترخصوا في أخذه من قولهم : أغمض فلان عن فلان اذا غض بصره { الشيطان } قيل : ابليس ، وقيل : سائر الشياطين من الجن والانس ، قوله تعالى : { يعدكم الفقر } في النفقة في وجه الله ويقولان : تصدقت افتقرت { ويأمركم بالفحشاء } أي بالبخل ومنع الزكاة ، وقيل : بالمعاصي .