Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 274-280)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { الذي ينفقون أموالهم بالليل والنهار } الآية نزلت في أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لم يملك الا اربعة دراهم فتصدق بدرهم ليلاً ودرهم نهاراً وبدرهم سراً وبدرهم علانيَّةً ، وقيل : لأنه ( عليه السلام ) بعث إلى أهل الصفَّة بسويق تمر ليلاً ، وقيل : نزلت في عبد الرحمان بن عوف ، { الذين يأكلون الربا لا يقومون } الآية أي إذا بعثوا من قبورهم لا يقومون { إلاَّ كما يقوم الَّذي يتخبطه الشيطان } يعني المصروع ، قوله تعالى : { من المس } أي من الجنون ، وقيل : مسه الشيطان بالاذاءِ والوسوسة لأن العرب يزعمون ان الشيطان يتخبط الانسان وان الجني يمسه فيختلط عقله ولو كان يقدر على ذلك لكان يتخبط جميع المؤمنين مع شدة عداوته لهم { ذلك } العقاب سبب قولهم { إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا } انكارٌ لتسويتهم بينهما عفى الله عما سلف أي لا يؤاخذ بما مضى منه لانه اخذه قبل نزول التحريم { ومن عاد } يعني إلى الربا { فأولئك } الآية ، قوله تعالى : { يمحق الله الربا } يعني يهلك المال الذي يدخل فيه الربا ، وعن ابن مسعود : الربا وان كثر الى قلٍ { ويربي الصدقات } يعني ما يتصدق به بمعنى يضاعف عليه الثواب ويزيد في المال الذي اخرجت منه الصدقة وبارك فيه ، وفي الحديث : " ما نقص مال من زكاة قط " { والله لا يحب كل كفار اثيم } تغليظاً في امر الربا { يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا } الآية نزلت في ثقيف وكان لهم على قوم من قريش دين فطالبوا بالمال والربا ، وقيل : نزلت في العباس وعثمان ، وقيل : في العباس وخالد بن الوليد وكانا مشركين في الجاهلية { فأذنوا بحرب } الاذن الاعلام وقرأ الحسن فأيقنوا من الله ورسوله واعلموا من فعل ذلك { بحرب من الله ورسوله } ، قوله : { وإن تبتم } من الربا واخذ ما بقي لكم { فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون } المديونين بطلب الزيادة { ولا تظلمون } بالنقصان منها ، قوله تعالى : { وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة } العسر والاعسار ضيق ذات اليد ، والمناظرة الامهال ، وعنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من انظر معسراً او وضع له اظله الله في ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله " وعنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من أحب ان تجاب دعوته وتكشف كربته فلييسر على المعسر " وعنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " ارفقوا وترافقوا ولييسر بعضكم على بعض " { وأن تصدقوا خير لكم } قيل : تصدقوا برؤوس اموالكم على من اعسر أو بعضها ، وقيل : اراد بالتصدق الانظار { إن كنتم تعلمون } ان ثواب الله خير من اخذها والآية تدل على وجوب انظار المعسر .