Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 269-273)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يؤتي الحكمة من يشاء } قيل : هو العلم والعمل ، وقيل : هو علم القرآن ناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه وحلاله وحرامه ، وقيل : النبوة ، وقيل : علم الدين { إلا أولو الألباب } قيل : العلماء الحكماء العمال ، وقيل : أولو العقل { وما أنفقتم من نفقة } في سبيلي أو سبيل الشيطان { أو نذرتم من نذر } في طاعة الله أو معصيتِه { فإن الله يعلمه } أي لا يخفى عليه ذلك وهو مجازيكم عليه ، وروي أنهم سألوا الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقالوا : أصدقة السر أفضل أم صدقة العلانية فنزل قوله تعالى : { إن تبدوا الصدقات فنعمَّا هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم } أي فالاخفاء خير لكم والمراد هنا الصدقات المتطوع بها فان الافضل في الفرائض ان يجاهر بها ، وعن ابن عباس ( رضي الله عنه ) : صدقة السر في التطوع تفضُل علانيتها سبعين ضعفا وصدقة الفريضة علانيتها أفضل من سرها بخمسة وعشرين ضعفاً ، قوله تعالى : { ليس عليك هداهم } أي لا يجب عليك ان تجعلهم مهتدين الى الانتهاء عما نهوا عنه من المن والاذى والانفاق من الخبيث وغير ذلك وما عليك الا ان تبلغهم النواهي فحسب { ولكن الله يهدي من يشاء } يلطف به { وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله } وطلب ما عنده فما بالكم تمنون به { وما تنفقوا من خير يوف إليكم } ثوابه أضعافاً مضاعفة { وأنتم لا تظلمون } أي لا ينقص من ثواب أعمالكم شيء { للفقراء الذين أُحصروا في سبيل الله } احصرهم الجهاد ، وقيل : منعهم الكفار ، وقيل : منعوا أنفسهم عن طلب المعاش ، قوله تعالى : { لا يستطيعون ضرباً في الأرض } لا يمكنهم التصرف في الأرض للتجارة خوفاً للكفار والآية نزلت في فقراء المهاجرين وكانوا نحو اربع مائة فقير ، وقيل : هم اصحاب الصفَّة لم يكن لهم مساكن في المدينَة ولا عشائر وكانوا في صفَّة المسجد وهي سقيفة يتعلمون القرآن بالليل ويرضخون النوى بالنهار وكانوا يخرجون في كل سريَّة يبعثها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فمن كان عنده فضل اتاهم به ، وعن ابن عباس انه وقف رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوماً على اصحاب الصفَّة فرأى فقرهم وجهدهم وطيب قلوبهم فقال : " الا ابشروا يا أصحاب الصفَّة فمن بقي من أُمتِّي على التعب الذي انتم فيه راضياً بما هو فيه فانه من رفقائي " قوله تعالى : { يحسبهم الجاهل } لأحوالهم { أغنياء من التعفف } أي مستغنيين من أجل تعففهم عن المسألة { تعرفهم بسيماههم } من صفر الوجوه { لا يسألون الناس إلحافاً } الإلحاف الإلحاح ومعناه انهم سألوا بتلطف ولم يلحوا ، وقيل : هو نفي السؤال عنهم .