Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 282-283)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يأيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه } يعني اذا داين بعضكم بعضاً والمعنى اذا عامل بعضكم بعضاً بدين مؤجل { فاكتبوه } أي فاكتبوا الدين لئلا يقع فيه نسيان أو جحود والامر للندب ، وقيل : للوجوب ، وقيل : كانت الكناية والاشهاد واجباً فنسخ بقوله فان أمن بعضكم بعضاً والوجه هو الاول ان الامر للندب وفي الحديث عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " ان الله مع صاحب الدين حتى يقضي دينه ما لم يكن فيما يكره الله تعالى " وكانت عائشة تأمر من يتديَّن لها وتقول : أحب ان الله لا يزال معي ، وعنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " اياكم والدين فانه هم بالليل مذلة بالنهار " وفي الحديث : " رأيت على باب الجنة مكتوباً القرض بثمانية عشر والصدقة بعشر قلت : يا جبريل ما بال القرض أعظم أجراً من الصدقة ؟ قال : لأن صاحب القرض لا يأتيك الا محتاجاً وربما وقعت الصدقة في غير اهلها " { وليكتب بينكم كاتب بالعدل } يعني وليكتب كتاب المداينة والمبيع كاتب بالعدل بالحق لا يزيد فيه ولا ينقص ولا يكتب شيئاً يضر بأحدهما { ولا يأب كاتب } اي لا يمتنع كاتب { أن يكتب كما علمه الله } اي مثل ما علمه الله قيل : الكتابة واجبة على الكفاية أي فرض كفاية { فليكتب وليملل الذي عليه الحق } يعني المطلوب المديون يقر على نفسه بلسانه { وليتق الله ربه } أي يتقي مخالفة امره { ولا يبخس منه شيئاً } أي لا ينقص ، ثم بيّن تعالى حال من لا يصح منه الاملاء فقال : { فإن كان الذي عليه الحق } يعني المديون { سفيهاً } أي جاهلاً بالاملاء ، وقيل : صغيراً ، وقيل : عاجزاً { او ضعيفاً } قيل : مريضاً ، وقيل : شيخاً خرفاً { أو لا يستطيع أن يملّ هو } أي لا يقدر على الاملاء بخرس او عجَمه ، وقيل : السَّفيه المجنون ، والضعيفُ الصغير ، ومن لا يستطيعُ الاخرس ، قوله : { فليملل وليه بالعدل } أي ولي السَّفيه يملي بما عليه فيقوم مقامه ، وقيل : ولي الحق لانه اعلم بدينه { واستشهدوا } اي واطلبوا ان يشهد لكم { شهيدان } على الدين { من رجالكم } يعني من رجال المؤمنين والحريَّة وَالبلوغ شرط مع الإسلام عند عامة العلماء وعن علي ( عليه السلام ) : " لا تجوز شهادة العبد في شيء " قوله : { فان لم يكونا رجلين فرجل وامرتان } اي فليشهد رجلان وامرأتان { ان تضل احداهما } أي لا يهتدي بان ينسَى مِن ضَل الطريق ، قوله : { فتذكر احداهما الاخرى } هو من الذكر اي تذكرها الشهادة ، قوله تعالى : { ولا يأب الشهداء } أي لا يمتنعوا { اذا ما دعوا } ليقيموا الشهادة ، وقيل : يستشهدوا ، قوله تعالى : { ولا تسأموا } كني بالسَّأَم عن الكسل { ان تكتبوه صغيراً او كبيراً إلى اجله } يعني على أي حال كان الحق من صغير وكبير ويجوز ان يكون الضمير للكتاب إلى اجله أي إلى اجل الدَّين الذي اتفق الغريمان على تسميته { ذلكم } اشارة إلى ان تكتبوه { أقسط } واعدل { وأقوم للشهادة } اي اعون على اقامة الشهادة ، قوله : { وأدنى ألا ترتابوا } أي واقرب الا تشكوا ، قوله : { الا ان تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم } تعاطيكم اياها يداً بيَد ، قوله تعالى : { فليس عليكم جناح الا تكتبوها } يعني فلا بأس الا تكتبوها لانه لا يتوهم فيه مما يتوهم في الدين ، قوله تعالى : { وأشهدوا إذا تبايعتم } امروا بالاشهاد على السامع مُطلقاً لأنه احوط ، وعن الحسن : ان شاء اشهد وان شاء لم يشهد ، قوله تعالى : { ولا يضار كاتب ولا شهيد } المعنى نهى الكاتب والشاهد عن التحريف والزيادة والنقصان { وان تفعلوا } أي وان تضاروا فإن الضرر { فسوق بكم } ، { وان كنتم على سفر } اي مسافرين { ولم تجدوا كاتباً } يكتب الكتاب والشهود { فرهان مقبوضَة } فالوثيقة هو ان يأخذ ممن داينه رهناً مقبوضاً { فان أمن بعضكم بعضاً } يعني الذي له الحق يأتمن من عليه الدين فلا يرتهن ولا يكتب ولا يشهد { فليؤد } خطاب للمديون يعني فليؤدّ المؤتمن أمانته ، وقيل : خطاب للمرتهن يؤدّي الرهن عند ان يستوفي حقه لأنه أمانة والأول الوجه { وليتق الله ربه } يعني يتقي مخالفة امره { ولا تكتموا الشهادة } خطاب يعود الى الشهود والمعنى لا تكتموا الشهادة اذا طلبتم اقامتها { فإنّه آثم قلبه } يعني فاجر عاصي وانما قال قلبُه لان القلب رئيس الاعضاء وهو المضغة التي ان صلحت صلح البدن الجسد وان فسدت فسد ، وعن ابن عباس ( رضي الله عنه ) : اكبر الكبائر الاشراك بالله وشهادة الزور وكتمان الشهادة .