Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 284-286)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لله ما في السموات وما في الأرض } اختلفوا في الآية فالذي رواه ابن عباس أنها منسوخة ، " وروي انها لما نزلت جاء عدة من الصحابة وقالوا : يا رسول الله ما نزلت آية اشد علينا من هذه الآية وان احدنا يحدث نفسه بما لا يفعله فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " فهكذا نزلت " قالوا : هلكنا يا نبي الله " ، وروي انهم لما قالوا هلكنا قال : " فتقولوا كما قال بنو اسرائيل سمعنا وعصينا او تقولوا سمعنا وأطعنا " ومكثوا حولاً نزل قوله تعالى : { لا يكلف الله نفساً الا وسعها } فنسخت ما قبلها واما الذي اشار اليه في الكشاف وهو الذي صححه الحاكم ان الآية محكمة قال : والوجه في ذلك ان الله تعالى يؤاخذ بأفعال القلوب التي تجرد العزم عليها والله أعلم { فيغفر لمن يشاء } لمن استوجب المغفرة بالتوبة { ويعذب من يشاء } من استوجب العقوبة بالاصرار ، وروي انها لما انزلت { آمن الرسول } الخ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " حقَّ له ان يؤمن " يعني محمداً ( صلى الله عليه وآله وسلم ) صدَّق { والمؤمنون } يعني اصحابه ، وقيل : هو عام { كل آمن بالله } هذا راجع الى الرسول والمؤمنين أي كلهم { آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله } المذكورين أي يؤمنون بجميع الانبياء انهم مبعوثون وأنهم معصومون { لا نفرق بين احد من رسله } يعني انا نصدق بجميعهم ولا نكفر ببعض كما فعلت اليهود والنصارى ، قوله تعالى : { وقالوا سمعنا وأطعنا } يعني الرسول والمؤمنين سمعنا كتابك ، وقيل : قبلناه { وأطعنا } ما امرتنا { غفرانك ربنا } أي قالوا : غفرانك اللهم ربنا هب لنا غفرانك { واليك المصير } أي إلى حكمك المصير والمرجع ، وقوله : { لا يكلف الله نفساً إلا وسعها } أي إلاّ ماهم له في وسعهم مستطيعون { لها ما كسبت } اي لكل نفس جزاء ما عملت من الخير والعمل الصالح { وعليها ما اكتسبت } أي وزر ما عملت من المعاصي ، قال جارالله : فان قلتَ : لم خص الخير بالكسب والشر بالاكتساب ؟ قلت : بالاكتساب اعتمالٌ ، فلمَّا كان الشر مما تشتهيه النفس وهي منجذبة إليه وأمارة به كانت في تحصيله اعمل وأجد فجعلت لذلك مكتسبةً فيه ، ولما لم تكن كذلك في الخير وصفت بما لا دلالة فيه على الاعتمال ، قوله تعالى : { ربنا لا تؤاخذنا } أي قالوا ربنا لا تؤاخذنا بالنسيان والخطأ ان فرط منا { ولا تحمل علينا إصراً } يعني ثقلاً ، يعني لا تشدد الأمر علينا { كما حملته } شددته على الذين من قبلنا يعني اليهود { ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به } نحو ما كلفت به بنو اسرائيل من أن يقتلوا أنفسهم ، وقيل : المراد به الميثاق { واعف عنا واغفر لنا } أي اعف عن صغائر ذنوبنا واغفر كبائرها { وارحمنا } في الدنيا بالرزق وفي الآخرة بالجنة { أنت مولانا } سيدنا وناصرنا ونحن عبيدك { فانصرنا على القوم الكافرين } بالحجة والغلبة ، وعنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " أوتيت خواتم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يؤتهن نبي قبلي " وعنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " أنزل الله تعالى آيتين من كنوز الجنة كتبهما الرحمان بيده قبل أن يخلق الخلق بألفي سنة ، من قرأهما بعد العشاء الآخرة أجزأتاه عن قيام الليل " اللهم اغفر لنا وارحمنا يا أرحم الراحمين .