Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 4-13)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ والذين يؤمنون بما أنزل إليك } يعني يؤمنون بنبوّة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ويصدقونه ولا يكذبونه . { وما أنزل من قبلك } من الكتب على لسان كل نبي . { وبالآخرة هم يوقنون } يعرفونها بالأدلة . { أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون } والمفلح الفائز بالغنيمة ، وقيل : الظافرون بالمراد ، وقيل : الفائزون بالجنة الناجون من النار . { إن الذين كفروا } الآية ، قيل : نزلت في أبي جهل وخمسة من أهل بيته ، وقيل : في اليهود ، وقيل : في قوم من المنافقين ، وقيل : في مشركي العرب ، وقيل في قادة الاحزاب ، وقيل : في حيي بن اخطب ، وقيل : هو عام في جميع الكفار . { ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم } قيل : هو ذم لهم لأنها كالمختوم عليها ، وقيل : نكتة سوداء جعلها الله في قلوبهم علامة للملائكة انه لا يفلح ، وقيل : هو ذم لهم كما قال الشاعر : @ ختم الاله على لسان عذافِر ختما فليس على الكلام بقادِر @@ يعني فلم يختم . { ومن النَّاس من يقول آمنا بالله } الآية ، نزلت في عبد الله بن أُبي وأصحابه المنافقين ، افتتح سبحانه أول سورة البقرة بالذين اخلصوا دينهم فيه ، وثنّى بالذين كفروا ظاهراً وباطناً ، وثلّث بالذين آمنوا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ، ووصف حال الذين كفروا في آيتين ، وحال الذين نافقوا في ثلاث عشرة آية وبيّن فيها خبثهم ومكرهم ، وفضحهم ، واستهزأ بهم ، ودعاهم صماً بكماً عمياً وضرب لهم الأمثال الشنيعة ، وقصة المنافقين معطوفة على قصة الذين كفروا كما يعطي دلالة على الجملة . { يخادعُون الله } قيل : تقديره يخادعون رسول الله ، وقيل : ذكر الله هنا للتعظيم والانكار . { وما يشعرون } اي لا يعلمون انهم يخدعون انفسهم لأن وبال ذلك عليهم والشعور علمٌ مشققٌ من الشعار . { في قلوبهم مرض } المرض الغل والحسد والميل الى المعاصي والعزم عليها كما قال : @ حامل اقواماً حياء وقد أرى قلوبُهم تغلي على مراضُها @@ { وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس } قيل : هو النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومن تبعه . { قالوا } هؤلاء المتقدم ذكرهم عبد الله بن أُُبي وأصحابه . { أنؤمن كما آمن السفهاء } فرد الله عليهم بقوله : { ألا إنهم هم السفهاء } وقيل : اراد كما آمن الناس عبد الله بن سلام وأصحابه ، قال اليهود : أنؤمن كما آمن السفهاء .