Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 14-20)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا } الآية ، نزلت في عبد الله بن أُبي وأصحابه . روي عن ابن عباس ان عبد الله بن اُبي وأصحابه خرجوا فاستقبلهم نفر من الصحابة ( رضي الله عنهم ) فقال : انظروا كيف أردّ هؤلاء السفهاء عنكم ، وأخذ بيد عمر وقال مرحباً بالفاروق وسيد بني عدي ، واخذ بيد أبي بكر وقال مرحباً بسيد بني تميم وثاني رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في الغار ، واخذ بيد علي ( عليه السلام ) وقال : مرحباً بابن عم رسول الله وحبيبه وسيد بني هاشم ما خلا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . فقال له علي ( عليه السلام ) : " يا عبد الله اتق الله ولا تنافق فإن المنافقين في النار وانهم شر خلق الله " . فقال : مهلاً يا ابا الحسن لا تقل هذا فوالله ان إيماننا كإيمانكم ، فتفرقوا فقال لأصحابه : كيف رأيتم ما فعلتُ ؟ فأثنوا عليه وقالوا : لا نزال بخير ما دمت فينا ، ورجع المسلمون فأخبروا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فنزلت الآية . { وإذا خلوا إلى شياطينهم } مضوا معهم ، يقال : خلا معه وإليه وبه ، قال الاخفش : يقال : خلا به اذا انفرد به ، قال الحسن : " الشياطين مردة الجن وابليس أصلهم ، وشياطين الانس مردتهم ، وآدم أبوهم " . { الله يستهزئ بهم } أي يجازيهم على استهزائِهم . { ويمدهم } يعني يمهلهم . { في طغيانهم يعمهون } قيل : يحادون ، وقيل : يترددون . { اولئك الذين اشتروا الضلالة } مجاز بالشراء لما مالوا اليها قال الشاعر : @ كما اشترى المسلم اذا تبصَّر @@ { مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً } الآية : اي هؤلاء المنافقون مثلهم في كونهم من جملة المسلمين في الدنيا وتميزهم عنهم في الآخرة كمثل رجل بقي هو وأصحابه في الطريق في ليلة مظلمة فأوقد ناراً لينظر هو واصحابه الطريق . { فلما أضاءت } النار { ما حوله } أطفأ الله تلك النار فعادت الظلمة كما كانت فكذلك اذا مات هؤلاء المتقدم ذكرهم عادوا الى الظلمة ، وبقوا في العقاب الدآئم أجارنا الله منه . { صم بكم عمي فهم لا يرجعون } يعني هؤلاء المنافقين ، قيل : صم عن استماع الحق ، بكمٌ عن التكلم به ، عميٌ عن الابصار له . { أو كصيب } قيل : مثل ثان للمنافقين . { من السماء } قيل : سحاب من السماء ذا مطر ، وقيل : كمطر من السماء . { فيه } يعني في الصيب . { ظلمات ورعد } قيل : صوت ملك يزجر السحاب ، وقيل : الرعد هو الملك . { وبرق } قيل : محاريق من حديد ، وقيل : سوط من نار ، رواه أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) . { يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حَذر الموت } أي مخافة الموت أن تناله الصاعقة فتهلكه ، فيجعل اصبعه في أذنه كيلا يسمع منه شيئاً كذلك هذا الجاهل يفر عن سماع القرآن والحق . { يكاد البرق يخطف أبصارهم } أي تكاد الدلائل والآيات تخطف قلوب هؤلاء ، المتقدم ذكرهم لما فيها من الازعاج الى النظر ، والدعاء الى الحق كما يكاد البرق يخطف أبصار أولئك . { كلما أضاء لهم مشوا فيه } قيل : اذا آمنوا صار الإسلام لهم نوراً ، واذا ماتوا عادوا الى الظلمة .