Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 67-74)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة } الآية ، قال الثعلبي : وذلك أنه وجِد قتيل من بني اسرائيل اسمه عاميل ولم يدروا من قتله واختلفوا في سبب قتله ، قيل : كان رجلاً كثير المال وله ابن عم مسكين لا وارث له غيره فلما طال عليه موته قتله ليرثه ، وقيل : كان لعاميل هذا ابنة يضرب بها المثل في بني اسرائيل في الحسن والجمال فقتل ابن عمها أباها لينكحها ، وقيل : قتله ابن أخيه لينكح ابنتَه فلما قتل حملوه من قرية الى قرية أخرى وألقوه هناك ، وقيل : بل بين قريتين فسألوا موسى عن ذلك فسأل ربه وأمرهم بذبح بقرة فقال لهم موسى : { إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة } قالوا : يا موسى أتهزأ بنا سألناك عن القتيل وتأمرنا بذبح بقرة ؟ ! وفي الحديث عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " لو اعترضوا أدنى بقرة لكفتهم ولكن شدَّدُوا فشدَّد الله عليهم " والاستقصاءُ شؤمٌ . قال جار الله : السبب في البقرة ان كان في بني اسرائيل شيخٌ فقتلوه بنو اخيه ليرثوه فطرحوه على باب مدينة ثم جاؤوا يطالبون بدمه فأمرهم الله تعالى على لسان موسى أن يذبحوا بقرة ، قيل : أقاموا يطلبون البقرة أربعين سنة وأراد الله ما أراد من غلاء هذه البقرة عليهم لأن رجلاً صالحاً خلفها لولده فبارك الله فيها حتى استغنى اليتيم ، وقيل : وجدوا البقرة مع رجل كان باراً بوالدته ، وقيل : مع رجل كان باراً بوالديه ، وقيل : اشتروا البقرة بملء مسكها ذهباً . { لا فارض } الفارض المسنَّة وسميت فارضاً لأنها فرضت أي بلغت . { ولا بكر } البكر : الفتيَّة { عوان } العوان : النصف . { فاقع } هي أشد ما يكون من الصفرة . { لا ذلول } يعني بقرة غير ذلول لم تكن تحرث ولا لشيء . { مسلّمة } سلّمها الله تعالى من العيوب . { لا شيّة فيها } اي لا لمعة فيها من لون اخر سوى الصفرة فهي صفراء كلها حتى قرنَها وظِلفها . { قالوا الآن جئت بالحق } أي بحقيقة وصف البقرة . { فذبحوها } اي فحصلوا البقرة الجامعة لهذه الأوصاف فذبحوها . { وما كادوا يفعلون } قيل لغلاء ثمنها لأن صاحبها قال : لا يبيعها إلا بملء مسكها ذهباً ، وقيل : لوزنها ، وقيل : ما كادوا يفعلون لخوف الفضيحة في ظهور القاتل ، وقيل : لخشية العار . { وإذ قتلتم نفساً فادارأتم فيها } فاختلفتم واختصمتم ، وهو ما تقدم ذكره . { اضربوه ببعضها } اي ببعض البقرة ، واختلفوا ، فقيل : لسانها ، وقيل : فخذها اليمنَى ، وقيل : الاذن ، وقيل : غير ذلك . وروي أنهم لما ضربوه قام بإذن الله تعالى وأوداجه ، تشخبُ دماً ، وقال : قتلني أبناء أخي فلان وفلان ثم سقط ميتاً كما كان فقتلوهما به ولم يورَّث قاتل من ذلك اليوم . { ويريكم آياته } على انه قادر على كل شيء . { ثم قست قلوبكم } استعاد القسوة من بعد ذكر ما يوجب لين القلب ورقته { من بعد ذلك } أشار الى إحياء ذلك القتيل أو الى جميع ما تقدم من الآيات . { فهي كالحجارة } أي فهي في قسوتها مثل الحجارة . { أو أشد قسوة … وان من الحجارة لما يشقق فيخرج منه الماء } فينبع منه الماء . { وإن منها لما يهبط } يتردى من أعلى الجبل ، والخشية في الحجارة مجاز عن انقيادها لأمر الله تعالى .