Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 61-66)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها } البقل المعروف . { وفومها } قيل : الحنطة ، وقيل : الثوم ، ويدل عليه قراءة ابن مسعود وثومها . { تستبدلون الذي هو أدنى } أدون منزلة ، وأدون قدراً . { اهبطوا مصراً } قيل : هي مصر المعروفة ، وقيل : انها مصر من أمصار الشام . { وضربت عليهم الذلة والمسكنة } جُعلت الذلة محطية بهم ، مشتملة عليهم ، والمسكنة هي الفقرُ . { إن الذين آمنوا } بألسنتهم وهم المنافقون . { والذين هادوا } وهم اليهود وسموا بذلك لأنهم يهودون اي يتحركون اذا قرأوا التوراة ، وقيل : نُسبوا الى يهود بن يعقوب . { والنصارى } قيل : سموا بذلك لأن الحواريين قالوا : نحن أنصار الله ، وقيل : نُسِبوا الى بلدهم قرية يقال لها ناصِرَة . { والصابئين } وهم قوم عدلوا عن دين اليهودية والنصرانية وعبدُوا الملائكة . { من آمن بالله } من هؤلاءِ . { وعمل صالحاً } ايماناً خالصاً ودخل في ملةِ الإسلام . { فلهم أجرهم } الآية ، { وإذ أخذنا ميثاقكم } بالعمل على ما في التوراة . { ورفعنا فوقكم الطور } وهو الجبل وذلك ان الله تعالى أنزل التوراة على موسى فأمر قومه بالعمل بها فقالوا : يا موسى تكليفها شديد وأبوا ، فأمر الله تعالى جبرائيل فقطع جبلاً على قدر معسكرهم فرفعه فوق رؤوسهم مقدار قامة . وعن ابن عباس أمر الله جبلاً فقطع من أصله حتى قام على رؤوسهم حتى كأنه ظلة فلما رأوا ذلك قبلوا وقالوا : سمعنا وأطعنا ولولا الجبل ما أطعنا ، روي ذلك في الثعلبي . { خذوا ما آتيناكم } من الكتاب { بقوة } اي بجدّ وعزيمةٍ . { ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت } لأن ناساً منهم اعتدَوَا فيه أي جاوزوا ما حُدَّ لهم ، وذلك ان الله تعالى ابتلاهم فما كان يبقى حوت في البحر الا أخرج خرطومه يوم السبت ، فإذا مضى تفرقت كما قال تعالى : { تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعاً ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم } [ الأعراف : 163 ] فاتخذوا حياضاً عند البحر وكان الحيتان يدخلها يوم السبت فيصطادوها يوم الاحد فذلك اعتداءهم . { فقلنا لهم كونوا قردة } قيل : صاروا قردة لم يأكلوا ولم يشربوا حتى ماتوا ، وقيل : عاشوا وصار لهم أولاد ونسل ، وقيل : الخاسئون هم الذين لا يتكلمون ، وقيل : الخاسئ المتباعد بطرد ، قيل : قرية السبت ايلة ، وقيل : الطبريَّة وكانوا سبعين ألفاً . { فجعلناها } يعني المسخة . { نكالا } عبرةً . { لما بين يديها } لما قبلها . { وما خلفها } وما بعدها من الأمم والقرون ، وقيل : عقوبة منكلة لما بين يديها يعني لأجل ما يقدمها من ذنوبهم . { وموعظة للمتقين } الذين نهوهم عن الاعتداء من صالحي قومهم .