Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 83-88)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وقولوا للناس حسناً } قيل : هو عام في جميع الأفعال ، وقيل : في بيان صفة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . { وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ثم توليتم } على طريق الالتفات أي توليتم عن الميثاق ورفضتموه . { إلا قليلاً منكم } هم الذين أسلموا منهم . وأنتم معرضون وأنتم قوم عادتكم الاعراض عن المواثيق والتولية . { وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم } معناه لا يسفك بعضكم دم بعض ، وقيل : اذا قتل غيره فكأنما قتل نفسه لأنه يقتص منه . { ولا تخرجون أنفسكم } لا يفعل ذلك بعضكم ببعض . { ثم أقررتم } بالميثاق واعترفتم على أنفسكم بلزومه . { وأنتم تشهدون } عليها كقوله : فلان مقر على نفسه بكذا . { ثم انتم هؤلاء تقتلون أنفسكم } قيل : ان الله عزّ وجلّ أخذ على اليهود عهوداً منها ترك القتال ، وترك الاخراج وترك المظاهرة ، فأعرضوا عن كل ما أمر الله به إلا الفداء وهو قوله تعالى : { أفتؤمنون ببعض الكتاب } اي بالفداءِ . { وتكفرون ببعض } اي بالقتل والإِجلاء وذلك ان بني قريظة كانوا حُلفاء الأوس ، والنضير حلفاء الخزرج ، وكان كل فريق يقاتل مع حلفائه فإذا غلبوا خربوا ديارهم وأخرجوهم واذا أسر رجل من الفريقين جمعوا له حتى يفدوه فعيرتهم العرب وقالت : كيف تقاتلونهم : ثم تفدونهم ؟ ! فيقولون : أُمِرنا أن نفديهم وحرم علينا قتالهم ولكنا نستحيي أن نذل حلفاءنا . { فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا } والخزي هو قتل بني قريظة وأسرهم واجلاء بني النضير ، وقيل : الجزية وانما رد من فعل ذلك منهم . { إلى أشد العذاب } لأن عصيانه أشد . { وما الله بغافل عما تعملون } قرِئ بالياء والتاء . { أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب } يعني عذاب الدنيا بنقصان الجزية ولا ينصرهم احدٌ بالدفع ، وكذلك عذاب الآخرة . { ولقد آتينا موسى الكتاب وقفيّنا من بعده بالرسل } يعني اتبعنا على اثره الكثير من الرسل يعني رسولاً بعد رسولٍ . { وآتينا عيسى ابن مريم البينات } المعجزات الواضحات والحجج كاحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص . { وأيدناه بروح القدس } قيل : يعني روحه وصفها بالطهارة ، وقيل : الاسم الأعظم الذي كان يحي به الموتى عن ابن عباس ، وقيل : بجبريل ، وقيل : بالانجيل . { أفكلما جاءكم رسول } بالحق . { أستكبرتم } عن الإيمان { ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون } { وقالوا قلوبنا غلف } يعني مغطاة عما جاء به محمد ( عليه السلام ) . { فقليلاً ما يؤمنون } يعني إيماناً قليلاً يؤمنون ويجوز أن يكون القلة بمعنى العدم .