Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 89-95)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ولما جاءهم كتاب من عند الله } وهو القرآن . { مصدق لما معهم } من كتابهم . { وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا } يستنصرون على المشركين ، نزلت الآية في بني قريظة والنضير اذا قاتلوهم قالوا : اللهم انصرنا بالنبي المبعوث آخر الزمان الذي نجد نعته وصفته في التوراة ، فلما بعث من العرب ولم يكن منهم كفروا به وجحدوه كما قال تعالى : { فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين } فقال لهم معاذ بن جبل وبشير : يا معاشر اليهود اتقوا الله وأسلموا فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد ، ونحن اهل شرك ، وتصفونه وتذكرونه أنه مبعوث ، فقال سلام بن مشكم أخو بني النضير : ما جاءنا بشيء نعرفه ، وما هو الذي كنا نذكره لكم فنزلت الآية عن ابن عباس ، وقيل : معناه تستفتحون تفتحون عليهم وتعرفونهم ان نبياً منهم يبعث قد قرب . { بئس ما اشتروا به انفسهم } يعني بئس شيئاً اشتروا به انفسهم ، والمخصوص بالذم { ان يكفروا } ، واشتروا بمعنى باعوا . { بغياً } حسداً ، وطلباً لما ليس لهم . { ان ينزل الله من فضله } الذي هو الوحي . { على من يشاء } وتقتضي حكمته . { فباؤوا بغضب على غضب } فصاروا أحقاء بغضبٍ مترادف لانهم كفروا بنبي الحق وبَغوا عليه ، وقيل : معنى فباؤوا بغضب على غضب الاول بكفرهم بعيسى ابن مريم والثاني بكفرهم بمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وتبديل نعته في كتابهم . { واذا قيل لهم آمنوا بما انزل الله قالوا نؤمن بما انزل علينا } ارادوا التوراة . { ويكفرون بما وراءه } وهو القرآن . { وهو الحق مصدقا لما معهم } غير مخالف له . { ولقد جاءكم موسى بالبينات } بالمعجزات . { ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون } وانتم عادتكم الظلم . { ورفعنا فوقكم الطور } وكرر رفع الطور لما نيط به من زيادة ليست مع الأولى مع ما فيه من التوكيد . { خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا } ما امرتم به . { قالوا سمعنا } قولك . { وعصينا } امرك . { وأشربوا في قلوبهم العجل } أي حبه ، والحرص على عبادته ، وقد تقدم الكلام فيه . { قل بئس ما يأمركم به إيمانكم } بالتوراة لأنه ليس في التوراة عبادة عجل . { قل إن كانت لكم الدار الاخرة عند الله خالصةً } الآية نزلت في اليهود لما ادّعوا انهم أبناء الله واحباؤه ، وقولهم : { لن تمسنا النار إلا أياماً معدودةً } [ البقرة : 80 ] فقال تعالى : { فتمنوا الموت } لانه من أيقن انه من اهل الجنة اشتاق اليها ، وتمنى سرعة الوصول الى دار النعيم ، وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : " لو تمنوا الموت ما بقي على وجه الأرض يهودي " { ولن يتمنوه أبدا بما قدمت ايديهم } بما سلف من موجبات الكفر بمحمد وما جاء به وتحريف كتاب الله وسائر انواع الكفر . { والله عليم بالظالمين } تهديد لهم . { ولن يتمنوه أبداً } من المعجزات لانه اخبار بالغيب وكان كما اخبر به كقوله تعالى : { فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا } [ البقرة : 24 ] .