Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 129-135)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ولولا كلمة سبقت من ربك } الكلمة وعد الله بتأخير العذاب ولولا هذه العدة لكان مثل عاد وثمود { وأجل مسمى } ، قيل : في الآية تقديم وتأخير تقديره لولا كلمة سبقت وأجل مسمى لكان العذاب لازماً ، قيل : الأجل المسمى قيام الساعة ، وقيل : الأجل الذي كتب الله تعالى لكل أحد ، ثم أمره سبحانه بالصبر فقال تعالى : { واصبر على ما يقولون } من التكذيب والأذى ، يعني اصبر حتى يأتيك النصر ، فهو وعيد لهم ووعد للمؤمنين وتسلية { وسبّح بحمد ربك } ، قيل : سبّح في هذه الأوقات واحمده ، وقيل صلّ في هذه الأوقات ، وقيل : أراد { قبل طلوع الشمس } أراد صلاة الفجر { وقبل غروبها } صلاة العصر { ومن آناء الليل } صلاة المغرب والعشاء { وأطراف النهار } صلاة الظهر ، وقيل : أطراف النهار الظهر والمغرب ، وقيل : قبل طلوع الشمس : الفجر ، وقبل غروبها : الظهر والعصر ، ومن اناء الليل : المغرب والعشاء ، وأطراف النهار : صلاة التطوع ، ومن حمل الآية على التسبيح قال : أراد المداومة عليها في عموم الأوقات وهو الظاهر قال جار الله : اناء الليل في أناء الليل صلاة العَتمَة وفي أطراف النهار صلاة المغرب وصلاة الفجر على التكرار { لعلَّك ترضى } بما يعطيك الله ، قال جار الله : لعل للمخاطب أي اذكر الله في هذه الأوقات طمعاً ورجاء أن تنال ما به عند الله برضى نفسك ويسرّ قلبك ، وقرئ ترضيا أي يرضيك ربك { ولا تمدّن عينيك } ومدّ النظر تطويله ، ولا يكاد يرده استحساناً للمنظور إليه وإعجاباً به وتمنياً أن يكون له كما فعل نظاره قارون حين قالوا : { يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ } [ القصص : 79 ] حتى وبّخهم أولو العلم والإِيمان بـ { ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحاً } وفيه أن النظر غير الممدود مفعوّ عنه مثل نظر الشيء بالنظر عن غضّ البصر ، قال جار الله : ولقد شدَّد العلماء من أهل التقوى في وجوب غض النظر عن آنية الظلمة ، وعدّد الفسقة في اللباس والمراكب وغير ذلك لأنهم إنما اتخذوا هذه الأشياء للعيون الناظرة ، فالناظر إليها محصل لعرضهم كالمغري لهم على اتخاذها ، والآية نزلت برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نزل به ضيف ولم يكن عنده شيء ، فأرسل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى يهودي يستقرضه فأبى أن يعطيه إلا برهن ، فحزن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقال : " إني لأمين من في السماء وإني لأمين من في الأرض أحمل إليه درعي الحديد " فنزلت { ولا تمدَّن عينيك إلى ما متعنا به } أي أعطيناهم ليتمتعوا بها من نعم الدنيا { أزواجاً منهم } ، قيل : أراد بالأزواج أصنافاً من نعيم الدنيا { زهرة الحياة الدنيا } ، قيل : زينتها { لنفتنهم فيه } أي لنختبرهم { ورزق ربك } ، قيل : عطاء ربك ، قيل : هو الذي وعدك به في الآخرة { خيرٌ وأبقى } كما متعنا به هؤلاء في الدنيا ومثل ما أعطيناك من نعمة الإِسلام والنبوة { وامر أهلك بالصلاة واصطبر عليها } ، قيل : أهل بيتك وأهل دينك ، واصطبر عليها أي على ثقلها { لا نسألك رزقاً } يعني لا تهتم بالرزق والمعيشة ، فإن رزقك مكفي عندنا ونحن رازقوك ولا نسألك أن ترزق نفسك ولا أهلك ، ففرغ بذلك لأمر الآخرة والعاقبة المحمودة لأهل التقوى ، وعن عروة بن الزبير إذا رأى ما عند السلطان ودخل بيته وقرأ : { ولا تمدن عينيك } الآيات ثم ينادي الصلاة يرحمكم الله { وقالوا } يعني الكفار { لولا يأتينا بآية من ربه } كما أنزلها الأنبياء من قبله { أولم تأتهم بيّنة ما في الصحف الأولى } هي أم الآيات وأعظمها في باب الإِعجاز يعني القرآن { ولو أنَّا أهلكناهم بعذاب من قبله } أي من قبل نزول القرآن وبعثة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولاً } يعني لو هلكوا في الدنيا ثم بعثوا في يوم القيامة { لقالوا } الآية { قل } يا محمد لهؤلاء الكفار { كلٌ متربصٌ } منتظر الدوائر لمن تكون { فتربصوا } أنتم انتظروا { فستعلمون } إذا جاء أمر الله وقامت القيامة { من أصحاب الصراط السوي } الطريق المستقيم { ومن اهتدى } إلى الرسل نحن أم أنتم ؟ ! .